في الأحوال العادية، يُستقبل الطفل المولود بفرحة ويحافط عليه بالرعاية في حضن أمه وفي كنف أبيه ويكبر في جو من الحب والقبول ويشعر بالإنتماء لأسرته وعائلته. ولكن للأسف في حالات أخرى يستقبل الطفل الاشمئزاز والنفور ويتم التخلص منه فور ولادته بوضعه على أحد الأرصفة أو بجوار سلة مهملات أو على باب أحد دور العبادة. ويترك لعدة ساعات أو أيام بدون غذاء أو رعاية في ظروف جوية قاسية حتى يعثر عليه، حيث تتناقله أياد كثيرة من الذين عثروا عليه وصولاً الى المتبنين له. فكيف يكون التعامل بين المتبنين والطفل؟.
التعلق
هناك نقطة هامة لا بد من مراعاتها في التعامل مع الطفل، وهي ما يعرف بـسيكولوجية التعلق، حيث يميل الإنسان إلى التعلق الوجداني بأشخاص معينين يقومون على رعايته، ويميل إلى استمرارية هذا التعلق حتى يستشعر الطمأنينة والأمان. لذلك لا يجب قطع علاقاتهم من وقت لآخر وبشكل مفاجئ، وهذا يحدث كثيرًا لهؤلاء الأطفال، حيث تنتقل كفالتهم عدة مرات من الأم الأصلية إلى دار الرعاية، ثم تأتي أسرة بديلة تأخذه لعدة سنوات فيتعلق بها ثم يفاجأ بعودته قسرا مرة أخرى إلى دار الرعاية. وهذا التقلب يحرم الطفل من التعلق الدائم الذي يمنحه الشعور بالانتماء والأمان .
والطفل المتبني بعد أن يعرف حقيقة تبنيه، تحدث لديه ازدواجية في الانتماء يجدها في خياله بين الأبوين الحقيقيين والأبوين المتبنيين. وربما يحل هذا الصراع بتوجيه عدوانه إلى أحد طرفي الصراع. وبما أن الأبوين الأصليين غير متاحين، فهو غالبًا يخرج عدوانه نحو الأبوين المتبنيين.
ويظل الطفل المتبني يحلم برؤية أبويه الأصليين ويسعى لذلك كثيرًا، وحين يقابلهم أو يقابل أحدهم لا يشعر ناحيتهم بمشاعر قوية ولكنه يطمئن إلى هويته وأصله. ويجب أن يحتفظ بعلاقة ما تضمن له استمرار ذلك على الرغم من عدم شعوره بالحب لهم.
أخطاء الأسرة البديلة
الدلال الزائد: إذا كانت الأسرة قد عانت لفترة طويلة الحرمان من طفل بسبب العقم، فيحتمل أن يحوطوا هذا الطفل القادم بالتدليل وتحقيق كل رغباته فينشأ أنانيًا كثير المطالب، غير قادر على تحمل المسؤولية.
الحماية الزائدة: إذا كانت الأم البديلة لديها سمات عصابية تجعلها شديدة الحرص وشديدة الخوف عليه، تحوطه في كل حركاته وسكناته فينشأ إعتمادياً خائفاً.
الإهمال: وهذا يحدث في حالة الأسرة التي تكفل الطفل مقابل مكافأة مادية، فغالبًا لا يكون لديهم عطاء عاطفي لهذا الطفل، وهذا الإهمال يجعله ينشأ منطويًا حزينًا فاقدًا للثقة بنفسه وبالناس.
التفرقة في التعامل: وإذا كان المتبنى يعيش في أسرة بها أطفال آخرين من صلب الأب والأم فغالبا ما تحدث تفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعوره بالاختلاف.
ما رأيك ؟