ان انقطاع الدورة الشهرية ليس مرضا انما مرحلة فيزيولوجية طبيعية في حياة المرأة حيث يتوقف المبيض من انتاج الاستروجين والبروجستيرون فتتوقف العادة الشهرية وتفقد المرأة قدرتها على الانجاب.
تعتبر مرحلة انقطاع العادة الشهرية التي تظهر حوالي سن الخمسين اجمالاً مرحلة صعبة على الصعيد النفسي ولكن يبقى السؤال إذا ما كانت الاضطرابات النفسية مرتبطة بسن اليأس او بالشيخوخة. تجدر الاشارة الي ان المرحلة التي تسبق انقطاع العادة الشهرية تترافق مع ظهور اضطرابات جسدية مزعجة عديدة منها:
هبات حرارية مهمة تترافق مع تصبب العرق ليلاً( التعرق) واحمرار الوجه قد تؤدب الي استيقاظ مفاجىء ليلاً. قد تسبب هذه الاعراض معاناة فعلية للمرأة إذا ما ظهرت نهاراً امام الاخرين.
تقلبات في المزاج تظهر اجمالاً في السنوات التي تسبق انقطاع العادة الشهرية, الحساسية المفرطة، القلق، خلل في عمل الذاكرة و القدرة على التركيز، التعب، الارق، انخفاض الرغبة الجنسية.
جفاف البشرة وقلة الافرازات المهبلية قد تؤدي في بعض الاحيان الي انزعاج خلال العلاقة الجنسية.
قد تعاني بعض النساء بعد سن اليأس من خلل في التبول( بعض التسربات في حالات الجهد كالسعال و العطاس و الضحك المفرط)الناجم عن فقدان العجان لمرونته.
خطر الاصابة بترقق العظم
ان ترقق العظم عبارة عن تناقص في النسيج العظمي بسبب نقص في هرمون الاستروجين خلال سن اليأس، فيصبح العظم رقيقاً و هشاً مما يؤدي الي كسور او تشققات في العظم. يصيب هذا المرض مجمل النساء بعد انقطاع العادة الشهرية كما يطال النساء ضعيفات البنية او اللواتي يعانين من انقطاع مبكر للعادة الشهرية او اللواتي يتبعن علاجا طبياً كالكورتيزون، او اللواتي يعانين من عوامل وراثية تشجع الاصابة بترقق العظم، او المدخنات، او قليلات الحركة، او اللواتي يكثرن من تناول الكحول.
التنبه الي المشاكل القلبية – العرقية
يشكل هرمون الاستروجين حماية للمرأة من أمراض القلب ولكن بعد انقطاع العادة الشهرية وانخفاض شديد لهرمون الاستروجين في الجسم تصبح المرأة عرضة لهذا المرض بالتساوي مع الرجل فتزداد بالتالي نسبة اصابتها بالفالج و بتصلب الشرايين و بأمراض القلب مع تقدمها في السن. تجدر الاشارة الي ان انقطاع العادة الشهرية ليس العامل الوحيد المسبب لأمراض القلب لدى المرأة إذ اشارة الدراسات الي وجود عوامل اخرى قد تزيد من امراض القلب كالتدخين وتناول الكحول والسكري والسمنة ونسبة الشحوم في الدم و قلة الحركة بالإضافة الي بعض العوامل الوراثية الاخرى.
زيادة الوزن
مع حلول سن اليأس، يزداد وزن المرأة على شكل سمنة تظهر خصوصاً على الفخذين والوركين مع تصلب في المفاصل وتناقص في الكتلة العضلية.
سن اليأس! كبش محرقة
يترافق سن اليأس مع مرحلة الشيخوخة التي تعدل تدريجيا عمل انشطة الايض الفيزيولوجية مما يسبب التباساً في هوية العامل الاساسي المسبب لهذا الخلل .
يعتبر سن الخمسين مرحلة مفصلية في حياة الانسان تحدث خلالها تغييرات كثيرة تستدعي التساؤل حول الماضي والحاضر والمستقبل، حول مصير الزوجين بعد مغادرة الاولاد للعش المنزلي، حول بعض المشاكل في ميدان العمل او مع الاهل...
كما تشهد هذه المرحلة انخفاضاً في الحركة مع المحافظة على الكمية الغذائية عينها، صعوبة تقبل فكرة التقدم في السن ( ظهور التجاعيد، ظهور اولى عوارض تراجع القدرات الفكرية والجسدية، ظهور امراض كالسرطان والجرحة....)كلها تغييرات مهمة يصعب للبعض تقبلها.
لمواجهة هذه التقلبات والسيطرة عليها من المهم القيام بنشاط جسدي، اتباع حمية غذائية صحية، مراقبة الوزن و تناول بعض المكملات الغذائية الكالسيوم والفيتامينات و البروتينات.
الانقطاع المبكر للعادة الشهرية
يظهر الانقطاع المبكر للعادة الشهرية قبل سن الاربعين وهو ناجم عن عوامل وراثية او جراحية فتظهر بالتالي الاضطرابات المفصلية و العوارض القلبية باكراً مما يستدعي اخذ علاجات هرمونية بديلة.
العلاج الهرموني لانقطاع العادة الشهرية THM
يعتبر العلاج الهرموني لتوقف الحيض علاجا بديلا لاستعاضة عن الهرمونات التي يفرزها المبيض قبل انقطاع العادة الشهرية. يتألف العلاج من هرموني البروجستيرون والاستروجين. يعمد الاستروجين الي التقليل من عوارض الهبات الحرارية وخطر الاصابة بترقق العظم المبكر اما البروجستيرون فيشكل توازناً لنسبة الاستروجين ويخفض من نسبة الاصابة بمرض سرطان الرحم(ان المرأة التي تخضع الي عملية استئصال الرحم والمبيض ليست بحاجة الي تناول هرمون البروجستيرون).
ان العلاج الهرموني موجود في الاسواق على شكل رذاذ، كريم، حبوب، ولصقات.
ينصح بهذا العلاج للحد من عوارض الهبات الحرارية المزعجة شرط الا تكون المرأة قد عانت في الماضي من مرض سرطان الثدي، من امراض الجلطة الدموية والامراض القلبية. قبل الشروع في العلاج على الطبيب اعلام المريضة بحسنات وسيئات العلاج الهرموني قبل ان تتخذ قرارها النهائي. يؤخذ العلاج بكميات كبيرة لبضع سنوات بشكل متواصل او متقطع تقوم خلالها المرأة بزيارة الطبيب النسائي بانتظام لتقييم فعالية العلاج اولإعادة تحديد الجرعة المناسبة او لاحتمال ايقاف العلاج بعد مضي فترة سنتين او ثلاث. من الضروري اجراء فحوصات طبية منتظمة خلال تلقي العلاج الهرموني ( صورة شعاعية للثدي و فحص المسحة- الحكاكة)لمراقبة الثدي والرحم.
هل العلاج الهرموني ضروري ام لا؟
شهد العالم في السنوات الاخيرة صراعا حول اهمية العلاج الهرموني التعويضي لسن اليأس.فالبعض يعتبر ان سن اليأس ليس مرضا وبالتالي لا يتطلب علاجا طبياً . ما يجب معرفته ان العلاج الهرموني التعويضي علاج طبي يوصف بعد مقارنة المنافع والمخاطر وبالتشاور بين الطبيب النسائي او المعالج والمرأة.
الشيخوخة وكيفية التمتع بها
يفتح سن اليأس الباب على مصرعيه امام الشيخوخة وعوارضها الجسدية والنفسية التي لا مفر منها. فمن الطبيعي والضروري ان تسعى المرأة في سن اليأس او في الفترة التي تسبق هذه المرحلة ان تعتني بنفسها . انها مرحلة مفصلية يجب ان تتقبل خلالها المرأة فكرة التقدم في السن فعليها اتباع غذائي صحي يقضي بتقليل كمية الطعام مع الحرص على تناول الاطعمة المغذية، ممارسة نشاط رياضي منتظم كالمشي ربع ساعة في اليوم كحد ادنى او صعود الدرج بدلا من استخدام المصعد الكهربائي....
خلاصة
ان سن اليأس مرحلة مفصلية في حياة كل مرأة تظهر خلالها اعراض جسدية مرتبطة بالنقص الهرموني، كترقق العظم والامراض القلبية- العرقية وغيرعا من الاعراض التي يمكن تجنبها بإتباع نظام غذائي صحي و ممارسة نشاط رياضي منتظم.
للحد من اعراض الهبات الحرارية المزعجة يمكن تلقي علاج هرموني تعويضي ابضعة اشهر مع الحرص على زيارة الطبيب النسائي باستمرار واجراء فحوصات طبية وشعاعية (صورة شعاعية للثدي ).
ما رأيك ؟