يتخذ الجنين في نهاية فترة الحمل وضعاً يكون فيه الرأس متجهاً إلى أسفل ومواجهاً للحوض، والمقعدة في الأعلى مستقرة في قعر الرحم. أما إذا اتخذ الجنين وضعاً مخالفاً لذلك، فيطلق عليه حينئذ اسم الجنين المقعدي. وفي هذه الحالة يتعين إجراء الولادة بواسطة عملية قيصرية، ولكن قبل اللجوء إلى هذا الخيار، تتوافر حالياً وسائل تساعد الجنين على اتخاذ الوضع السليم، مما يتيح إمكانية الولادة الطبيعية.
وضعية الجنين المقعدي
قبل الولادة، أكثر الأجنة يكون رأسهم نحو الأسفل في رحم الأمَّ. لهذا أكثر الولدان يولدون بمجيء رأسي، وأحياناً لا يتقدم الوليد برأسه بل بمقعده أو أقدامه. عندما يكون الوليد بتلك الوضعية قبل الولادة تسمى ولادته بالولادة المقعدية. فالعديد من الأجنة يكونون بوضعية المقعد في الفترات الباكرة من الحمل، لكن معظمهم يتحول إلى المجيء الرأسي مع الفترة الأخيرة للحمل.
الولادات الباكرة أكثر ترجيحاً لأن تكون مقعدية، إذا كان هناك أكثر من جنين واحد في الرحم، فإن واحداً أو أكثر من المولودين قد يكون مقعدياً. فالكميات غير الطبيعية للسائل الأمنيوسي حول الجنين قد تؤدّي إلى ولادة مقعدية.
تشخيص الولادة المقعدية
يتم تشخيص الولادة المقعدية من خلال الفحص الطبي لبطن الأم أو مكان سماع نبضات قلب الجنين. كما ان الطريقة الوحيدة للتأكد من ذلك هي من خلال إجراء فحص بالأمواج فوق الصوتية.
التحويل الرأسي الخارجي
سيقدم لك خيار التحويل الرأسي الخارجي في حالة وضع الجنين المقعدي، حيث تحاول طبيبة التوليد قلب رأس الجنين إلى الجانب الأسفل (رأسيا) من خلال الضغط على البطن. و في حال عدم وجود مشاكل أخرى، يمكن إجراء طريقة التحويل الرأسي الخارجي. إنه إجراء آمن وعلى الرغم من أن ينجح تحويل حوالي 50٪ من الأطفال الرضع بهذه الطريقة، فعادة ما يبقى الرأس إلى الأسفل، مما يسمح لك بتخطيط ولادة عادية. يمكن أن يكون التحويل الرأسي الخارجي غير مريح إلى حد ما.
الولادة المقعدية وعلاقته بالقيصرية
إذا لم تنجح طريقة التحويل الرأسي الخارجي، فإنك بحاجة إلى مناقشة الخيارات الأخرى مع ممرضة التوليد وأطباء التوليد. ومن المحتمل أن يقدم لك خيار العملية القيصرية، وهي أسلم طريقة في حالة وضع الجنين المقعدي، ولكن يوجد خطر أعلى بقليل بالنسبة لك. فإذا كنت تخططين لولادة قيصرية ولكن حصل المخاض قبل العملية، سيقوم طبيبك بتقييم ما إذا كان من المناسب المضي قدما في الولادة القيصرية أم لا. إذا كان الطفل على وشك الولادة، فإن الولادة المقعدية المهبلية أكثر أمانا بالنسبة لك.
بالإضافة إلى ذلك، تتوافر طرق عدة لاستعادة الوضع السليم للجنين في رحم الأم. ومن أبسط هذه الطرق الاتصال المقصود والمتعمد مع الجنين، وبالتالي يشعر أنّ هناك من يراقبه ويشعر به، وهو الأمر الذي قد يحفزه على الحركة. ومن ضمن الطرق الأخرى تمرير شعاع ضوء من مصباح يدوي بدءاً من الأضلاع حتى أسفل، وبالتالي يتم إرشاد الجنين إلى الطريق والوضع السليم في رحم الأم.
اقرأوا المزيد عن هذا الموضوع عبر موقع صحتي:
ما رأيك ؟