عناد الأطفال مشكلة سلوكية تختلف قوتها بين طفل وآخر، فمنهم من يظهرون بعض العناد ولكنهم مرنون قليلاً ويمكن التفاهم معهم، والبعض الآخر يكونون شديدي العناد لا ينصاعون أبداً ويمتنعون عن تنفيذ التعليمات، ويحتجون على الإرشادات ويرفضون التقيّد بها رفضاً قاطعاً حتى وفي حالة الإكراه والضغط الشديد من قبل الأهل.
وهذه الحالة تشكل بالتأكيد تحدِّ وصعوبة بالنسبة للأهل الذين يحتارون في طريقة التعامل مع الطفل العنيد وتوجيهه وتصويب سلوكه، وفي الطريقة التربوية التي يمكنهم اعتمادها لعقابه. وفي ما يلي سوف نتناول وإياكم موضوع عقاب الطفل العنيد.
التعامل مع الطفل العنيد
في المقام الأول، يجب أن تكون القواعد والقوانين واضحة في المنزل، وأن يعرف الطفل الأمور التي يمكنه القيام بها والأخرى غير المسموح بها في المنزل، فلا يحق للأهل عقاب الطفل الذي لا يمكنه فهم الخطأ الذي ارتكبه أو الذي لم يتم شرح القوانين له.
وعند ارتكاب الطفل للخطأ في المرة الأولى، من واجب الأهل تنبيهه وشرح المشكلة له، والعقاب يأتي عند تكرار السلوكيات الخاطئة والامتناع عن تحسينها.
والتعامل مع هذا النوع من الأطفال يجب أن يكون حازماً، من دون تعنيف ولكن في الوقت عينه من دون إفساح المجال أما الطفل للرفض، كأن يقال له مثلاً: "إفعل هذا فوراً" أو "توقف فوراً عما تقوم به" أو "تعال إلى هنا في الحال". وفي الوقت عينه على الأهل أن يؤكدوا للطفل أنهم يحبونه لدرجة أنهم لن يسمحوا له بالقيام بالأخطاء لحمايته من بعض المخاطر، ومن الضروري ايضاً في بعض الأوقات أن يطلب الوالدان المساعدة من طفلهما العنيد وأن يعبّرا له أنهما فعلاً بحاجة إليه، وأن يحرصا على فهم ما يقول وأن يحاولا التحاور معه بهدوء وامتصاص غضبه.
عقاب الطفل العنيد
من أهم شروط عقاب الطفل العنيد أوللاً أن يفهم الطفل السبب الذي يتلقى العقاب بسببه، وأن يكون هذا العقاب مرتبطاً بالفعل الذي ارتكبه وأن يُنفّذ مباشرة بعد حصول الخطأ حتى يستطيع الطفل الربط بين السلوك الخاطئ والعقاب.
مثلاً يمكن أن يكون العقاب عبارة عن وضع الطفل العنيد على كرسي معيّن ومنعه عن التحرّك لفترة زمنية وجيزة، من دون التعاطي معه وتوجيه الكلام إليه من أي من أفراد الأسرة.
حرمان الطفل من اللعب بألعابه المفضلة لفترة زمنية معينة، أو منعه عن مشاهدة التلفزيون أو ممارسة الألعاب الإلكترونية أو عن الخروج للعب مع أقرانه.
يمكن أيضاً أن يتم عقاب الطفل من خلال دفعه إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكبه كأن ينظّف الطاولة غذا سكب عليها الحليب، أو يرتّب غرفته بنفسه بعد إحداث الفوضى فيها. كما ومن الضروري أن يتعلم الطفل أن الاعتذار ضروري عند القيام بالخطأ حتى يستطيع التفريق بين الخطأ والصواب.
المزيد حول تربية الأطفال في الروابط التالية:
4 نشاطات مسلية للأطفال يمكن تطبيقها في المنزل
ما رأيك ؟