من الطبيعي أن يمر الطفل بفترات يشعر فيها بالخوف من العديد من الأمور، مثل الخوف من الظلمة أو من البقاء وحيداً في أماكن معينة مثل غرفة النوم أو من الأشخاص الغرباء غير المألوفين بالنسبة إليه أو من الحيوانات وغير ذلك من الأمور التي من شأنها أن توحي له بالخطر أو بأي نوع من التهديد. ولكن أبرز الأزمات التي قد يمر بها الطفل ضمن هذا الإطار هي أزمة "قلق الإنفصال" عن والديه، هذه المشكلة التي سنشرح لكم تفاصيلها في ما يلي ونقدم لكم بعض النصائح للتعامل معها.
علامات قلق الإنفصال
من الطبيعي أن يكون الطفل متعلقاً بوالديه وأن يشعر بالسوء إذا ابتعد عنهما، ولكن في بعض الحالات يتحوّلأ الأمر إلى حالة يمكن وصفها بالمرضية، لأن أعراضها تكون شديدة، وهذه الحالة قد تحصل نتيجة حدث مهم في حياة الطفل مثل سفر أحد الوالدين فجأة أو فقدانه، الانتقال للنوم في غرفته الخاصة بعد أن تعوّد على النوم في غرفة والديه، طلاق الوالدين، مرض الأم وابتعادها عن الطفل لفترة من الزمن. أما العلامات التي تشير إلى أن الطفل يعاني من هذه المشكلة فهي على الشكل التالي:
عندما يكون الطفل رضيعاً: يظهر قلق الانفصال لديه من خلال البكاء الشديد عند ابتعاده ولو للحظات عن والدته، حتى وإن كانت ما زالت إلى جانبه ولكنها ليست قريبة جداً منه. كما أن الطفل الرضيع قد يُظهر خوفاً شديداً عند تواجده في أماكن جديدة ومع أشخاص غرباء.
في مرحلة الطفولة: من الممكم أن يعبّر الطفل بشكل متكرر عن خوفه من فقدان أحد والديه، وقد يرفض الخروج من المنزل حتى لا ينفصل عن أمه، فيجد الأعذار والحجج لعدم الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة، من الممكن أن يعاني من الكوابيس المتعلقة بفقدان أحد والديه، وهو يبدو خائفاً جداً إلى حد الرعب عند ابتعاد أمه عنه، حتى إذا كانت ما زالت في مرمى نظره.
الحد من مشكلة قلق الإنفصال
إذا أرادت الأم العمل على حل أزمة قلق الإنفصال عند طفلها عليها:
- أن تغيب عنه من وقت لآخر ولكن لفترات وجيزة وبالتدريج، فلا تتعدى فترة غيابها عنه في المرة الأولى ساعة من الزمن، وبعد ذلك يمكنها زيادة الوقت تدريجياً.
- أن تترك الطفل مع شخص مألوف بالنسبة له ويحبّه مثل جدته أو خالته أو عمته أو غيرهم من الأشخاص المقربين، وأن تعده بأن ترجع في وقت محدد، وأن تلتزم بهذا الوقت حتى تكسب ثقته.
- من الممكن أن تشرح الأم للطفل الجدول الزمني لغيابها، أي أن تقول له أن ينهي طعامه ويلعب قليلاً وينام قليلاً وسيجدها إلى جانبه حين يستفيق.
- يمكنها أيضاً أن تترك معه بعض الشياء التي يحبها ليشعر بالإلفة مثل الدمية المفضلة لديه أو بطانيته التي يحبها أو أي لعبة يمكنه اللهو بها إلى حين عودتها.
- عند عودتها، على الأم أن تخبر الطفل أنها اشتاقت له وأنها تحبه كثيراً وأن تعطيه جرعة إضافية من الحنان لتعوّض له غيابها.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
4 نشاطات مسلية للأطفال يمكن تطبيقها في المنزل
ما رأيك ؟