القلق هو حالة من التوتّر الشامل ومستمر بسبب توقّع الشخص لتهديد معيَّن أو خطر فعلي قد يحدث، وترافق هذه الحالة أعراض نفسية وجسدية. ويمكن وصفه بأنه حالة من عدم الإرتياح بما يخص الأحداث المستقبلية مما يسبب الهم والإضطراب والخوف من ما قد يحدث.
والقلق ممكن أن يصيب الأطفال كما الكبار، وفي السطور التالية سوف نتناول وإياك موضوع القلق عند الأطفال، أسبابه وطرق حمايتهم منه.
أسباب القلق عند الأطفال
إن الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تدخل الطفل في حالة من القلق النفسي متعلقة بأساليب التربية الخاطئة القائمة إما على الإهمال والحرمان العاطفي وإما على الحماية الزائدة. كما أن التغيير في أساليب التعامل مع الطفل أي عدم الثبات في القرارات، والخوف من التقييم السلبي من قبل المحيطين به، وعدم شعور الطفل بالاستقرار العاطفي أو الأسري بسبب انفصال الوالدين أو الخلافات الدائمة في العائلة أو ابتعاد أحد الوالدين عن المنزل، كلها أمور تؤدي إلى خوف الطفل من المستقبل وقلقه مما قد يحدث معه أو مع أفراد عائلته والمقربين منه.
أعراض القلق النفسي عند الطفل
ترافق حالة القلق النفسي أعراض صحية مثل فقدان الشهية وعدم القدرة على الطعام، كما ويمكن أن يشعر الطفل بالتوتّر في عضلاته، الدوخة والغثيان وتسارع نبضات القلب وضيق التنفّس، إضافة إلى أوجاع في المعدة والحاجة المستمرة إلى التبوّل إضافة إلى إمكانية التبوّل الليلي في الفراش.
أما الأعراض النفسية فهي تشمل عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، الانعزال والانطوائية، العدوانية في بعض الأحيان، العصبية والخوف والشعور الدائم بأن شيء خطير سوف يحصل، مع نوبات من البكاء والهلع، وغير ذلك من الأعراض الناتجة عن الخوف من عدم الإستقرار.
حماية الطفل من القلق
لحماية الطفل من هذه الحالة على الوالدين اتخاذ إجراءات عدة متعلقة بتربية الطفل أولاً وبتحسين الأجواء المحيطة به ثانياً. وهذه بعض النصائح ضمن هذا الإطار:
الحوار هو الخطوة الأولى في طريق الوقاية من القلق عند الطفل، فإذا كان لدى هذا الأخير الفرصة في التعبير عن مخاوفه وعن رأيه بتشجيع من ذويه فإنه سوف يفصح عما في داخله ويناقش همومه مع أهله مما يخفف من حالة القلق لديه ويمنح أهله الفرصة للتخفيف عنه.
من ناحية أخرى، فإن تأمين الأجواء الأسرية المستقرة والآمنة وإبعاد الطفل عن الخلافات الزوجية من شأنه أيضاً أن يخفف من الشعور بالقلق لديه. وإذا كان هناك مولود جديد في العائلة، من المهم أن يُمنح الطفلان القدر نفسه من الإهتمام كل بحسب حاجته من دون إهمال الطفل الأول والمبالغة بالاهتمام بالمولود الجديد.
تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والهوايات خارج المنزل وبناء العلاقات والصداقات هو أيضاً من الأمور التي تساعد في إبعاده عن أجواء القلق النفسي وخلق حالة من الإطمئنان والإستقرار والتفاؤل لديه.
المزيد حول الصحة النفسية للأطفال في الروابط التالية:
إذا كان طفلكِ دائم المشاغبة في المدرسة... لا تفوتي هذا الموضوع من صحتي!
تعرفي على ابرز طرق التربية الحديثة للاطفال
٥ قواعد لا غنى عنها في تربية الأطفال
ما رأيك ؟