هل كنتم تعتقدون أنّ تشخيص التوحّد لدى الذكور هو نفسه كما لدى الإناث؟ هذه هي الفكرة السائدة منذ سنوات عدّة، باعتبار أنّ هناك عوارض معيّنة وملامح محدّدة يمكن ملاحظتها لدى الشخص المتوحّد. لكن هذه الفكرة تتغيّر حالياَ، فقد أظهرت دراسة بريطانية جديدة صادرة عن جامعتي لندن وبريستول أنّ الآلاف من الفتيات قد يكنّ مصابات بالتوحّد، لكن لم يتمّ تشخيص المرض لديهن، وذلك لأنّ الفتيات بشكل خاص يملكن القدرة على إخفاء أعراض المرض بشكل جيّد للغاية. وبحسب الدراسات الحديثة، فإنّ فرص الإصابة بالتوحّد لدى الذكور تزيد بمقدار ٩ مرّات مقارنة بالإناث، لكن المشكلة الاساسية تكمن في أنّ الإناث يستطعن إخفاء أعراض المرض، ما يؤدي الى التأخر جداً في تشخيص المشكلة.
التفاعل مع المشاعر
أجريت الدراسة الحديثة على ٣ آلاف و٦٦٦ طفلاً تبلغ أعمارهم بين ۱٣ و۱٤ عام، وكلهم خضعوا لاختبارات تشخيص التوحّد، وصولاً الى الاستنتاج بأنّ الفتيات اللواتي يحتمل اصابتهن بالمرض يستطعن اخفاء عوارضه، وذلك بسبب قدرتهن على تحديد مشاعر النّاس من سعادة أو حزن أو خوف. وفي المقابل، فإنّ مرضى التوحّد يجدون صعوبة كبيرة في تحديد مشاعر من حولهم. أمّا بعض الفتيات فيمكن أن يتعلّمن التعرّف على المشاعر البارزة على الوجه، ما يدفعهن الى التفاعل مع الشخص الذي يقابلهم ضمن المشاعر نفسها. لكتن تجدر الاشارة الى أنّ إخفاء عوارض التوحّد قد يؤدي الى سلبيات عديدة مثل الاكتئاب، القلق ومشاكل الاكل.
ما رأيك ؟