الولادة المبكرة: العوامل المسببة و علامات الحذر
الخميس، 19 ديسمبر 2013
يحتسب الحمل بالأسابيع التي مضت منذ اليوم الأول لآخر دورة شهرية، وبالتحديد يجري الحديث عن أسابيع انقطاع الطمث (غياب الدورة الشهرية). فبالمبدأ ينقطع الطمث لمدة 41 أسبوعاً. يمكن اعتبار الولادة ولادة مبكرة إذا تمت ما بين الاسبوع 22 و36 من الحمل. وفي حال عدم وجود أي تدخل طبي يؤخر العملية، فإنّ مجموع التغيرات في عنق الرحم والتقلصات المنتظمة والمؤلمة سيؤدي إلى الولادة. والولادة المبكرة هي الحدث الباثولوجي الأكثر شيوعاً يمكن أن يشكّل خطراً كبيراً إلى حد ما، فنسبة تتراوح بين 6% و8% من النساء الحوامل تنتهي في ولادة مبكرة.
الأسباب الرئيسية
الأسباب كثيرة ومرتبطة بشكل عام.
ومن بين الأسباب رئيسية:
النشاط المفرط للأم قد يزيد من احتمالات الولادة المبكرة.
تشكّل سوابق الولادات المبكرة، خاصة إذا كانت عديدة، نسبة خطر مرتفعة.
قد تتسبب الحرارة المرتفعة إلى تقلصات في الرحم وبالتالي قد تؤدي إلى حدوث المخاض. قد يعود فرط الحرارة هذا إلى مرضٍ سببه طيفيلي، أو بكتيريا، أو فيروس. ففي حالة ارتفاع بالحرارة، سيقوم الطبيب بإجراء بحث منهجي لعدوى المسالك البولية. إنّ 15% من عدوى المسالك البولية ليس لها أي عوارض تذكر، لذلك يجب إجراء بحث أثناء الزيارات الشهرية.
أسباب محددة:
تشوه في الرحم: في 5% من الحالات، يكون هذا التشوه في الرحم منذ الولادة. وقد يكون هذا التشوه عند المرأة في حالات أخرى بسبب تناول الأم لهرمون "الديستيلبان" عندما كانت حاملاً بابنتها. و"الديستيلبان" هو دواء قد تمّ وصفه لجيل كامل من النساء لمنع حدوث حمل كاذب. قد يسبب التشوه في الرحم ولادة مبكرة.
ورم ليفي كبير في الرحم في غير مكانه.
عنق الرحم مفتوح. إذا لم تتم معالجة الإطباق المنفتح منذ البداية، فإنّ خطر الولادة المبكرة سيكون بنسبة 100%. وفي هذه الحالة، سيتم توجيه نصائح صارمة بالراحة وبالبقاء في وضعية ممددة.
الحمل المتعدد، الذي يجب متابعته بشكل دقيق.
المشيمة المنزاحة: قد يحدث نزيف وخطر ولادة مبكرة عندما تغطي المشيمة عنق الرحم.
موه السلى: عندما يكون ثمة كمية كبيرة من السائل الأمنيوسي.
العوامل المسببة:
من دون أي أسباب محددة، قد تقوم بعض العوامل بتحفيز الولادة المبكرة:
العديد من الأطفال الصغار من دون أي مساعدة خارجية، بالإضافة إلى فترات متقاربة في الحمل.
عمل يتطلب تعباً وجهداً غير معتاد مع التنقل في مسافات طويلة.
انخفاض أو زيادة في الوزن غير طبيعيين.
حمل في سن مبكرة (قبل سن 18) أو حمل متأخر.
علامات الحذر
هذه الأعراض محددة جداً وتتطلب المشورة الطبية الفورية أو مشورة ممرضة التوليد:
تقلصات في الرحم قوية وعديدة. إنّ تقبّل طبيعة التقلصات (قوية، طويلة، متقاربة) أمر مربك جداً. لذلك يتم قياسها من خلال آلة رصد تسمح بالحصول على إشارة دقيقة إلى حد ما لنوع التقلصات.
نزيف كبير أثناء فترة الحمل، ويجب إعلام الطبيب أو ممرضة التوليد التي تتابع حالتكم فوراً.
جريان السائل، ويجب في هذه الحالة الذهاب إلى الطوارئ على الفور. ثمة عدد كبير من الفحوصات، على شكل ضمادات، تسمح من معرفة ما إذا كان السائل هو السائل الأمنيوسي أم لا. وبصرف النظر عن كل هذه العلامات، يتم التأكد شهرياً من عنق الرحم شهرياً من قبل ممرضة التوليد أو الطبيب المعالج. ومن العلامات التي يمكن أن تشير إلى ولادة مبكرة: تقلّص عنق الرحم، أو توسيعه، أو تليّنه بالإضافة إلى فتح الفوهة الباطنة لعنق الرحم.
الفحوصات
الفحص الاول على رأس القائمة هو فحص رصد الأمومة. يساعد الشريط البطني على تسجيل التقلصات الفعلية، وشدتها، ويساعد أيضاً في الحكم على تأثيرها على عنق الرحم. ويقوم جهاز استشعار آخر بقياس نبضات قلب الطفل.
أما فحص البول، فيقوم بإزالة احتمال أي إصابة بعدوى. كما يتم فحص الدم بشكل روتيني للبحث عن أي عدوى من خلال أي تغيير في الدم أو زيادة في أنزيمات الكبد. سيقوم الطبيب بفحص ضغط الدم وسيبحث عن البروتينات (الزلال) في البول، ما قد يكون إشارة لوجود تسمم في الدم. قد يتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لاستكمال الفحوصات.
العلاجات
علاجات الولادة المبكرة هي كالتالي:
وقائية: إنّ العلاج الأفضل لتجنّب الولادة المبكرة هو الوقاية. إذا كان الطبيب يشك بحدوث ولادة مبكرة، سينصح بتجنب الرياضات القاسية. وسيطلب القيام بإجراءات تتعلق بالعمل حتى أنه قد يأمر بالتوقف عن العمل للحصول على الراحة القصوى كما قد تكون المراقبة أكثر من ذي قبل.
علاجية: في حالة تشخيص ولادة مبكرة، يجب الاسترخاء. وقد ينصح بالنوم في المستشفى إذا لم يكن بالإمكان البقاء في وضعية التمدد في المنزل وذلك لأسباب براغماتية (وجود أطفال آخرين في المنزل). يتم وصف الأدوية حسب حالة الولادة المبكرة:
في حال وجود تقلصات متكررة، يقوم الطبيب بوصف أدوية لتخفيف التقلصات.
يتم في بعض الأحيان وصف هورمونات الحمل البروجيستين أيضاً.
سيتم وصف علاجٍ بالكورتيزون في حال وجود خطرٍ كبير بحدوث ولادة مبكرة، لتسريع نمو رئتي الطفل.
في حال وجود أي تمزق بالأغشية، سيتم وصف مضادات حيوية لمنع إصابة السائل الأمنيوسي بالعدوى.