النزيف بعد الولادة... مشكلة طارئة وخطيرة
الخميس، 30 يناير 2014
النزيف بعد الولادة هو أحد المضاعفات التي قد تلي الولادة، الطبيعية أو القيصرية. ومن الطبيعي أن تنزف المرأة خلال الولادة أو بعدها، لذا فليس كل نزيف بعد الولادة هو حالة مرضية. النزيف الخطر بعد الولادة هو الذي يفوق نصف لتراً من الدم بعد الولادة الطبيعية، أو لتراً من الدم بعد الولادة القيصرية. كما إنّ قياس حجم الدم بعد الولادة يبرز صعوبة، خصوصا أنّه يعتبر حالة منتشرة.
أسباب النزيف
تعود معظم حالات النزيف الغزير الأوليّ إلى عدم تقلص أو انقباض الرحم كما يجب بعد الولادة. ويعرف ذلك بضعف الرحم أو الضعف الرّحمي. عندما يتم إخراج غشاء الجنين، ينبغي أن ينقبض الرحم بشدة لإغلاق جميع الأوعية الدموية حيث كانت يوجد الغشاء. يحدث ذلك بصورة طبيعية ولكن يمكن تسريعه بأخذ حقنة الأوكسيتوسين التي يستطيع طبيبك إعطاءك إياها أثناء ولادة طفلك. بالإضافة إلى أن بقاء الغشاء في الرحم، أو ارتباطها بشكل غير صحيح بجدار الرحم، تزيد من خطورة الاصابة بالنزيف بعد الولادة. ويمكن أن يحدث النزيف إذا ما أصيب نسيج الأعضاء التي يمر بها الوليد أثناء الولادة، كالمهبل، عنق الرحم، الرحم والأعضاء التناسلية الخارجية.
أعراض النزيف بعد الولادة
تتعلق شدة الأعراض وحدّتها بكمية الدم المفقودة، وبسرعة فقدانها، ومن أبرز الأعراض التي تظهر: التنفس السريع، التعرّق الشديد، دقات القلب المرتفعة والضعيفة، برودة الأطراف، الإزرراق، قلة البول، ضغط الدم المنخفض، الغثيان، حالة القلق الحاد. ويحتاج النزيف بعد الولادة الى العلاج السريع والناجع، نظراً لخطورة الحالة. لذا فان هدف العلاج هو ايقاف النزيف واسترجاع الدم المفقود، بالاضافة إلى معالجة سبب النزيف بعد الولادة إذا أمكن.
ويبدأ علاج النزيف بعد الولادة بالانعاش والحفاظ على ضغط الدم وعلى انسياب الدم. ثم العلاج بالسوائل عن طريق الوريد لاسترجاع الدم المفقود، وقد يضع الطاقم الطبي الأوكسجين لتتنفسه المرأة مما يُساعد على تحسين حالتها. كما يجب تدليك الرحم الذي يساعد على تقليص عضل الرحم مما يؤدي لوقف النزيف. وقد يحتاج الطاقم الطبي للعلاج بوجبات الدم إذا لم تكفي السوائل، أو إذا كانت كمية الدم المفقودة كبيرة.