هذه هي التأثيرات السلبية للعقاب بالعزل على نفسية الطفل
الأربعاء، 25 مارس 2020
نعم، في بعض الأوقات يقوم الأطفال بتصرفات من شأنها أن تثير غضب أهلهم وتزيد من الضغوط اليومية التي يعاني منها هؤلاء مما يدفعهم إلى عقاب أطفالهم في محاولة للتنفيس عن مشاعرهم السلبية من جهة، و"تصويب" سلوك الأطفال من جهة أخرى.
بعض الأهل يلجؤون إلى الضرب أو الصراخ أو التعنيف اللفظي أو التوبيخ، وهذه كلها أنواع غير مجدية من العقاب كما أنها من الممكن أن تزيد من شعور الطفل بالسوء وتجعله يتصرّف بطريقة أسوأ. والبعض الآخر من الناس يعتقد أن العقاب بالعزل هو الطريقة المثلى التي يجب اعتمادها لتعليم الطفل كيفية التصرف بشكل جيد، ولكن ما مدى صحة هذا الاعتقاد، وهل أن هذه الطريقة في العقاب سوف تساهم في تحسين سلوكيات الطفل أو أنها سوف تؤثر عليه سلباً؟
العقاب بالعزل
لقد درج العديد من الأطباء وخبراء التربية على نصح الأهالي بتطبيق عملية العزل أو Time Out على الطفل عن إساءة التصرّف، أي أن يقوموا بعزله في غرفته أو في أي مكان آخر لوحده لفترة زمنية محددة يحددها الوالد أو الوالدة. وبرأي هؤلاء الخبراء أن هذه الطريقة من شأنها أن تمنح الطفل الفرصة في التفكير بالتصرف الذي قام به وأن تساعده على فهم ماهية الخطأ والصواب. ولكن هل هذا ينطبق على نتائج الأبحاث الحديثة؟
أضرار عزل الطفل
في الحقيقة، وبالنسبة إلى الدراسات والأبحاث الحديثة، إن الطفل وخاصة في السنوات الثلاثة الأولى من حياته، عندما يسيء التصرّف، فإنه لا يدرك ما معنى الخطأ والصواب، ولا يعرف إذا كان ما يقوم به من الممكن أن يؤذيه أو أن يؤذي غيره أو أن يكون مصدر إزعاج أو أنه تصرف غير لائق. ولكن أغلبية التصرفات السيئة تنتج عن شعور الطفل بالانزعاج أو بالضيق لسبب معين، وهو لا يعرف أن يعبّر عن انزعاجه إلا من خلال الصراخ أو البكاء أو نوبات العصبية التي يعتبرها الوالدان بمثابة "سلوك سيء".
لذلك فإن الطفل حين يتصرّف بهذه الطريقة يكون غالباً يشعر بالانزعاج، وعزله لا يساعد في تصفية ذهنه، بل هو يكون في هذه الأثناء تحديداً بحاجة إلى التواصل مع والديه ومع الأشخاص الذين يحبهم، وعزله بمفرده لن يشجّعه على التفكير بالخطأ الذي ارتكبه، بل إنه لن يفكر إلا بمرور الوقت المحدد ليعود لذلك فإن الطفل حين يتصرّف بهذه الطريقة يكون غالباً يشعر بالانزعاج، وعزله لا يساعد في تصفية ذهنه، بل هو يكون في هذه الأثناء تحديداً بحاجة إلى التواصل مع والديه ومع الأشخاص الذين يحبهم، وعزله بمفرده لن يشجّعه على التفكير بالخطأ الذي ارتكبه، بل إنه لن يفكر إلا بمرور الوقت المحدد ليعود إلى ما كان يفعله قبلاً.
ومن ناحية أخرى، إن عزل الطفل لفترات زمنية طويلة وفي مكان مظلم يجعله يشعر بالأسى والحزن وبأنه فاشل لا يستحق محبة أهله، وفي بعض الأحيان تدفع هذه الوضعية الطفل إلى التفكير بالانتقام وإيجاد الطريقة الجيدة ليهرب من نتائج أعماله في المرة المقبلة والتي من الممكن أن تكون الكذب.
المزيد حول المشاكل النفسيّة التي تصيب الأطفال:
5 علامات تدّل على إصابة الطفل بالأمراض النفسية... فلا تتجاهلوها!
الهستيريا... حالة يمكن أن تصيب الأطفال أيضاً!
كيف يتعامل الأهل مع توتّر أطفالهم خلال الامتحانات؟