يتصف هذا الاضطراب بوجود الوسواس وأفعال قهرية. في الوسواس، يصبح العقل رهينة الأفكار السخيفة ويحاول الدفاع عن هذه الأفكار من خلال بعض الأفعال (الافعال القهرية والطقوس).
يصيب هذا الاضطراب من 2 إلى 3 % من السكان. 40% منهم قبل العشرين عاماً رجالاً ونساء.
كيف نعرف الهواجس و الأفعال القهرية ؟
1- الهواجس
هي أفكار أو عواطف أو صور تحدث بشكل متكرر وغير طوعي بإدراك من الشخص المصاب ما يسبب له الخوف والقلق. هذه الأفكار ليست مجرد فرط من مخاوف مرتبطة بمشاكل الحياة الواقعية. فالمريض وكما يحصل في حالات العصاب، يعترف بهذه الأفكار برغم سخافتها ولكن لا يتمكن من التخلص منها.
يمكن التمييز بين :
- الوسواس الفكري: التوسوس من صورة ما أو جملة ما: الإهانات الدينية، الأخطاء القديمة، الشكوك والارتياب.
- الوسواس المتعلق بالرهاب والخوف: خوف معين من أمر أو مرض (سيدا، سرطان، مرض الزهري)، أو من الاتساخ ( التراب والتلوث والوساخة والميكروبات). بعكس حالات الرهاب، يصاب الشخص بالخوف من دون مواجهة الأمر المخيف.
- الوسواس القهري: الخوف والقلق من القيام بأمر مستهجن وخطير خارج إرادتنا.
2- الأفعال القهرية
هي عبارة عن تصرفات وأفعال عقلية يقوم بها الشخص لتخفيف الخوف والقلق الناتجين عن الوسواس. ويشعر هذا الشخص أنه مجبر على تنفيذ هذه الأفعال حتى ولو أنه يجدها سخيفة ومثيرة للسخرية. بعض هذه الافعال لها وقع يشبه السحر على المريض وتريحه ولو جزئياً. ولكن القلق من الوسواس يزيد إذا لم يتمكن المريض من مواجهة أفعاله القهرية.
مثلاً: غسل الأيدي لمواجهة الأفكار والهواجس بإمكانية الاتساخ، أو تلاوة كلمات وما إلى ذلك.
أحياناً يتم تنظيم الأفعال القهرية في طقوس يقوم بها الشخص ضمن قواعد محددة من أجل أن تكون فعالة.
مثلاً: طقوس الاغتسال والترتيب والتحقق من الأشياء( إقفال الباب وجرّة الغاز والبيت والسيارة).
تسبب هذه الوساوس والأفعال القهرية إضاعة للوقت ( أكثر من ساعة في النهار) و / أو تتداخل بشكل كبير مع النشاطات اليومية للمريض أو نشاطه في العمل(أو المدرسة).
يعرف المريض أن الوساوس لديه والأفعال القهرية مفرطة وغير معقولة ولكنه لا يتمكن من مواجهتها.
تطور المرض
قد يعاني الشخص من العصاب والذي لا يمكن الشفاء من تلقائياً. وقد تزيد الطقوس أكثر وأكثر في حياة المريض. إنه العصاب الذي من الصعب توقعه، وخاصة في بداياته.
الاكتئاب هو أكثر المضاعفات شيوعاً إذ أن الوساوس والأفعال القهرية تتعب المريض.
كيفية علاج اضطراب الوسواس القهري
يتم اتخاذ بعض الإجراءات بشكل عام :
يجب الحفاظ على الاندماج الاجتماعي والمهني الصحيح لأكبر فترة ممكنة (وإلا تدهورت حالة المريض).
ومن المهم أيضاً دعوة المريض للسفر وتغيير الأماكن ونطاق العيش من أجل تجنب إفراطه بإجراء الطقوس.
وفي بعض الحالات لا بد من دخول المستشفى:
- عدم الشفاء إلى حد الاكتئاب الحاد مع خطر الانتحار
- القلق والاضطراب الذي لا يمكن السيطرة عليهما
- تأثيرات كبيرة على الصعيد العاطفي أو الاجتماعي أو المهني
وقد أثبتت بعض العلاجات في الواقع فعاليتها في علاج اضطراب الوسواس القهري.
ومن الضروري الخضوع للعلاجات النفسية ويجب تنفيذها بسرعة.
ما رأيك ؟