هل لاحظتِ أن طفلك يخاف عند رؤية الأشخاص الغرباء، ولا يبدي استعداداً للتواصل معهم، ويبدأ بالبكاء إذا اقتربوا منه؟ هل يقلقك هذا الأمر وتخافين من عدم قدرة طفلك على التأقلم مع محيطه في المستقبل؟ لا تخافي، واعلمي أن هذا التصرف من قبل الطفل هو أمر طبيعي، وفي السطور التالية توضيحات ونصائح ضمن هذا الإطار.
لماذا يخاف الأطفال من الغرباء؟
إن الخوف من الغرباء هو أمر شائع بين الأطفال، وهو بمثابة مرحلة طبيعية من نموّهم، فهم في سنينهم الأولى يبنون علاقاتهم الصحية والقوية مع أفراد العائلة الصغيرة مثل الأم والأب والأشقاء والجد والجدة، والأشخاص الذين يلتقون بهم باستمرار. من هنا تجدين طفلك يبدأ بالبكاء أو يتوقّف عن الكلام وينظر بخوف إلى الأشخاص الغرباء الذين يلتقي بهم، حتى أنه من الممكن أن يختبئ وراءك في هذا الموقف.
ويكون هذا الخوف في أوج حالاته عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 أشهر، ويمتد ذلك لعدة أشهر إضافية، كما ومن الممكن أن يبقى ذلك حتى عمر السنتين أو أكثر قليلاً في بعض الحالات.
كيفية التصرّف في هذه الحالة
الخطوة الأولى هي عدم تجاهل خوف الطفل من الغرباء، لأن ذلك من الممكن أن يجعل الوضع أكثر سوءاً، بل أمسكي يد طفلك عندما يلتقي بالغرباء، أجلسيه في حضنك وعرّفيه على الأشخاص الذين يلتقي بهم للمرة الأولى، وأظهري سعادتك بلقائهم.
المكان المثالي للقاء الغرباء بالنسبة إلى الطفل هو منزل العائلة حيث يشعر بالأمان التام فيمكن أن يتقبّلهم من دون الشعور بالخوف.
إذا أظهر الطفل الكثير من الخوف ولم تنفع معه المحاولات الأولى، من الممكن أن تبعديه قليلاً عن مكان تواجد الأشخاص الغرباء عنه إلى أن يهدأ، وبعد ذلك أعيدي المحاولة بلطف.
ومن المفيد أن تحملي معك إحدى ألعاب الطفل المحببة، أو غطاءه المفضّل عندما تنوين إمضاء الوقت مع أشخاص لم يلتقِ بهم من قبل، فذلك يشعره بالمزيد من الأمان والهدوء.
كوني صبورة ولا تلحّي على طفلك بالذهاب إلى الأشخاص الغرباء قبل أن يصبح مستعداً لذلك، واطلبي منهم أن يتريّثوا قليلاً قبل محاولة حمل الطفل وأخذه في الأحضان.
إذا كان طفلك في العام الثاني من عمره أو أكبر، من الممكن أن تشرحي له من هم هؤلاء الأشخاص وأنهم لن يؤذوه بل هم يحبونه، وبعد ذلك إنتظري كي يصبح مستعداً للتواصل معهم ولا تفرضي عليه ذلك.
المزيد حول تربية الأطفال في الروابط التالية:
إذا كان طفلكِ دائم المشاغبة في المدرسة... لا تفوتي هذا الموضوع من صحتي!
ما رأيك ؟