إن عودة الأطفال إلى المدارس بعد عطلة الصيف لطالما ترافقت مع صعوبات في تهيئتم للتأقلم من جديد مع الأجواء التعليمية وتنظيم أوقاتهم والالتزام بالعادات اليومية المرتبطة بذلك، فكيف سيكون الحال هذه السنة عند عودة الأطفال إلى صفوف الدراسة بعد انقطاع طويل بسبب انتشار جائحة كورونا؟ وكيف يمكن للأهل تهيئتهم لذلك؟
تهيئة الطفل للعودة إلى المدرسة
في المقام الأول، يجب أن يكون الطفل على دراية تامة بأن جائحة كورونا لم تختفِ بعد وأنه حتى وإن كان متشوّقاً للقاء أصدقائه ومدرّسيه في المدرسة بعد انقطاع طويل عنهم، إلا أنه من الضروري أن يلتزم بجميع التعلميات الخاصة بالإجراءات الوقائية التي تفرضها المدرسة على الطلاب والمعلمين، مثل التباعد الاجتماعي وعدم الاكتظاظ والحفاظ على النظافة الشخصية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في المدرسة.
وإذا كان الطفل غير متحمّس للعودة إلى الدراسة، يمكن للوالدين تشجيعه وتحفيزه لتحضيره نفسياً وجسدياً لهذه العودة بطرق عدة، هذه أبرزها:
ضبط الساعة البيولوجية: خلال فترة البقاء في المنزل وخاصة في فصل الصيف،يمضي الطفل الكثير من وقته في اللعب ويسهر لوقت متأخر ولا يلتزم بأوقات النوم والنهوض. ولكن عندما يقترب توقيت العودة إلى المدرسة، من الضروري أن تقوم الأم بتنظيم هذه التواقيت، فتجعل الطفل ينام قبل 20 دقيقة مثلاً عن موعد نومه في الصيف لثلاثة أيام، وتنتقل بعدها إلى 40 دقيقة، و60 دقيقة، لتصل بعد أسبوعين مثلاً إلى التوقيت المناسب لنوم الطفل في أيام الدراسة. وهذا ينطبق ايضاً على وقت الاستيقاظ، حتى يستطيع الطفل أن يتأقلم مع جو الدراسة من جديد وأن يحصل على كمية كافية من النوم والطاقة والتركيز.
تحضير مكان المذاكرة في المنزل: من المهم أن تدع الأم طفلها يختار المكان الذي يريد أن يضع فيه منضدة المذاكرة الخاصة به في المنزل على أن يكون هذا المكان مناسباً للجميع، ويمكن للطفل أن يعمل على تحضيره وتزيينه ببعض الرسومات مثلاً مما يثير حماسته للمذاكرة ويهيئه للعودة إليها.
تحضير حاجيات المدرسة: من المفيد أيضاً أن يشارك الطفل في تحضير الحاجيات الخاصة به التي سيستعملها في المدرسة، مثل شراء أدوات الكتابة والرسم، الحقيبة وغيرها من المستلزمات الدراسية.
التحضير النفسي: من الضروري أيضاً أن يجد الأهل الطريقة الأفضل لتشجيع الأطفال على العودة إلى المدرسة، وذلك عن طريق تذكيرهم بالأمور الجميلة التي أحبّوها في السنة الماضية، وتذكيرهم أنهم سوف يقضون أوقاتاً رائعة مع أصدقائهم في الدرسة وأنهم سوف يتعلمون الكثير من الأمور المفيدة، كما ويجب طمأنتهم في ما يخص المذاكرة لأنه باستطاعتهم أن يطلبوا المعونة من أهلهم ومن مدرّسيهم إذا واجهتهم أي صعوبات دراسية.
المزيد حول تربية الأطفال في هذه الروابط:
إذا كان طفلكِ دائم المشاغبة في المدرسة... لا تفوتي هذا الموضوع من صحتي!
ما رأيك ؟