لا شك أن تربية الطفل الوحيد ليست بالمهمة البسيطة والسهلة، فبالرغم من مزاياها العديدة، فيها أيضاً عيوب عديدة، وفي ما يلي نلقي نظرة على نفسية الطفل الوحيد والأساليب التربوية الناجحة التي يجب اعتمادها معه.
نفسية الطفل الوحيد
يحظى الطفل الوحيد بكم هائل من الإهتمام من قبل والديه والعائلة الكبيرة التي تحيط به، ويتمتع بكونه الطفل المدلل الذي لا يجب أن يحزن ومن ناحية أخرى، طلباته يجب أن تكون مستجابة بشكل كامل.
هذه المعاملة التي تطغى عليها الحماية التامة من جميع النواحي، تتضمن أيضاً الحصول على الحب الكامل وغير المقسم من قبل الوالدين، والمزيد من الألعاب والحاجيات الأخرى كون الوالدين ينفقان المال لسد حاجات طفل واحد، كما ويحصل هذا الأخير على كم أكبر من المعتاد من المال كمصروف شخصي.
وبسبب غياب من يشاركه هذه المزايا كلها، يمكن أن يتحوّل الطفل الوحيد إلى طفل أناني، لا يحب مشاركة أي من أصدقائه ألعابه على سبيل المثال، يشعر بالغيرة الكبيرة عند رؤية أحد والديه يتعامل بلطف مثلاً مع أحد أقرانه أو أقربائه.
كما ويمكن أن يكون هذا الطفل شديد العصبية عندما يتعلق الأمر بممتلكاته الخاصة، ولأنه لا يجد الطريقة الأمثل لتفريغ طاقته في اللعب مع أشقائه، فيعبر عن نفسه بالصراخ والعصبية.
ومن ناحية أخرى من الممكن أن يشعر الطفل الوحيد بالغيرة من الأطفال الاخرين الذين لديهم إخوة وأخوات لأنهم لديهم من يشاركهم الحياة واللعب، وهذا الشعور قد يقوده إلى الحزن والانطوائية، كما ويمكن أن يجعله يتعلق بأشخاص آخرين لأنهم يؤمنون له بعض المشاركة والتسلية.
وأيضاً يكون الطفل الوحيد متعلقاً بوالديه بشكل كبير لأنهم عائلته الوحيدة، فلا يستطيع مثلاً الافتراق عن والدته ولو لفترات قصيرة، لأنه في هذه الفترات سوف يشعر أنه وحيد وخائف من الانفصال عنها.
تربية الطفل الوحيد
من واجب الأهل حماية طفلهم، ولكن في الحقيقة عليهم عدم المبالغة في ذلك لأن الحماية المفرطة تقلل من قدرة الطفل علة مواجهة العالم بمفرده. من هنا على الوالدين أن يتركا طفلهما يقوم بأموره الخاصة بمفرده بحسب عمره ليتعلم المواجهة وتحمل المسؤولية.
من الطبيعي أن يكون الطفل الوحيد مدللاً، ولكن ذلك لا يعني أن لا يكون مفهوم الثواب والعقاب واضحاً بالنسبة إليه. على الوالدين أن يضعا قانوناً واضحاً وعادلاً بما يخص السلوكيات، وأن يمدحا طفلهما عند قيامه بأمور جيدة وأن يكونا حازمين عندما يخطئ.
من الضروري أن يقوم الوالدان ببناء علاقة صداقة مع الطفل الوحيد لتأمين الرفقة له في اللعب والأحاديث وقراءة القصص وغير ذلك. كما ومن المهم أيضاً أن يجيبا على أسئلته الخاصة بالحياة وتفاصيلها. ومن ناحية أخرى، عليهما أن يشجعاه على المشاركة في النشاطات مع اصدقائه وأن يبني علاقات صداقة جيدة.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
كيف يمكن علاج السعال عند الأطفال؟
ما رأيك ؟