الأمراض المنقولة جنسياً، وكما يدل اسمها، هي أمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي (بالجماع المهبلي أو الشرجي أو الفموي).
داء المتدثرات (Chlamydia)
ينتشر هذا المرض بسبب بكتيريا تسمى المتدثرة الحثرية وهي بكتيريا معدية من خصائصها أنها قليلة الأعراض. وفي حال ظهرت الأعراض، تكون لدى المرأة على شكل إفرازات مهبلية غير طبيعية، وآلام في البطن والحوض. أما عند الرجل فتكون الأعراض على شكل إفرازات ذكورية واحتراق عند التبول.
تكمن خطورة المرض في غياب الأعراض أو قلّتها. فعند المرأة، يمكن أن ينتشر المرض ليصيب قناتي فالوب ويؤدي إلى التهاب البوق (أي التهاب هاتين القناتين) مسبباً بالتالي عقماً يُعزا إلى عدم التصاق البويضة.
ثمة فحوص مختلفة تساعد على تشخيص داء المتدثرات، ومنها: أخذ العينات من رحم المرأة ومن إحليل الرجل. علاج داء المتدثرات سهل ويتم عن طريق المضادات الحيوية بوصفة من الطبيب. يوصف العلاج للشريكين معاً.
فيروس الورم الحُليمي البشري
فيروس الورم الحليمي البشري (PapillomaVirus, HPV) هو فيروس يصيب الجلد أو الأغشية المخاطية، وفقاً لنوعه. وثمة أكثر من مئة نوع مختلف ومعروف لهذا الفيروس. لدى الرجل مثل المرأة، يسبب هذا الفيروس ظهور دمامل أو زوائد فطرية (ثآليل) في منطقة الفرج والمهبل ومحيط الشرج، وفي منطقة الإحليل والصفن. يخفّض استخدام الواقي الذكري خطر انتقال الفيروس ولكنه لا يمنع انتقاله عن طريق تلامس الجلد.
تكون نسبة كبيرة من التقرحات التي يسببها الفيروس متخفية وتشفى لوحدها، ولكن عند ظهور الأعراض، ولو كانت بسيطة، يجب مراجعة الطبيب، حيث إن بعض فيروسات الورم الحليمي البشري قد تتسبب بسرطان في عنق الرحم. وبالتالي تُنصح الفتيات بأخذ لقاح الورم الحليمي البشري عند بلوغهن الرابعة عشرة من العمر.
الهربس التناسلي
يظهر الهربس التناسلي نتيجة فيروس الحلأ البسيط من نوع 2 (Herpes, HSV2). في فرنسا، يُصاب أكثر من مليوني شخص بهذه العدوى. عند الإصابة بهذا الفيروس مرة واحدة، يحمله الشخص مدى العمر وقد يبقى الفيروس في حالة نوم لفترات طويلة، فما من دواء أو علاج يتيح اليوم استئصال فيروس الهربس بالكامل. ولكن، هناك عقاقير مضادة للفيروسات موضعية أو تؤخذ عن طريق الفم، تساعد على التخفيف من حدة الأعراض ومدتها وتكرر ظهور المرض.
يمكن أن يساعد الواقي الذكري على منع انتقال العدوى في حال كان يغطي كامل منطقة التقرح. ومن الممكن أن ينتقل المرض أيضاً عن طريق الجنس الفموي.
الأيدز
الأيدز (SIDA, AIDS, HIV) مرض يسبّب انخفاضاً في القدرة الطبيعية للجسم على التصدي للعدوى. وحتى مع تطوّر أساليب العلاج بشكل كبير في السنوات المنصرمة، لا يزال الشفاء الكامل من المرض غير ممكن. ومن هنا أهمية الوقاية، حيث إنها السبيل الناجع الوحيد.
يكون الفيروس الخاص بمرض الأيدز موجوداً في الإفرازات التناسلية (السائل المنوي والإفرازات المهبلية)؛ ويمكن أن ينتقل عبر تلامس الأغشية (التي تغطي الفم والمهبل والإحليل والشرج)، أي عند ممارسة الجنس الفموي من دون واقي. وينصح باستخدام الواقي الذكري عند إقامة علاقة جنسية مع شريك جديد، إذ يمكن أن يكون الشخص حاملاً للفيروس المعدي من دون أن يكون مصاباً بالمرض.
مرض الزهري (Syphilis)
الزهري مرض معدي ومنقول جنسياً تسببه الجرثومة الملتوية اللولبية الشاحبة. وعلى الرغم أن حملات الوقاية ضد مرض الأيدز ساعدت على انحسار هذه العدوى في الثمانينيات من القرن الماضي، عادت لتنتشر وتتفاقم منذ السنوات الأخيرة. يعتبر هذا المرض معقّداً وهو يترافق بأعراض تختلف وفقاً لمرحلة الإصابة بالعدوى. تتمثل الأعراض الأولى للعدوى بوجود جرح لا يؤلم في منطقة الاتصال الجنسي ويتلاشى هذا الجرح في غضون أسابيع. وبعد فترة قليلة من الشفاء، تظهر تقرحات في كامل الجسم وعقيدات لمفاوية منتفخة، ويُصاب المريض بالحمّى أو الوهن. تتلاشى هذه الأعراض ولكن الجرثومة تبقى في الجسم في حال لم تعالج. وهناك خطر من أن تصيب أعضاء أخرى.
يتم علاج مرض الزهري عن طريق مضادات حيوية مثل البنسلينات بوصفة من الطبيب.
ثمة بالطبع أمراض أخرى منقولة جنسياً مثل النيسرية البنية (مرض السيلان)، والتهاب الكبد الوبائي ب وهو مرض ينتقل عن طريق الدم أو الاتصال الجنسي، إلخ.
ما رأيك ؟