يندرج اكتئاب ما قبل الولادة واكتئاب ما بعد الولادة، الذي يعرف ايضاً باسم اكتئاب الإنجاب العابر، ضمن الحالات الصحية النفسية التي تحظى بأقل قدر من العلاج في دول مجلس التعاون الخليجي. وهناك نقص كبير في الوعي، وفي الأبحاث التي تتناول عدد الحالات ومعدل الانتشار والعلاج، علاوةً على الوصمة الاجتماعية. ويقترح الخبراء وضع منهج شامل لتقديم المساعدة والعلاج المخصصين للأمهات اللاتي تعانين من هذه الظروف.
الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالصحة النفسية
وفقًا للسيدة أندريا ألين، العضو المؤسس لمؤسسة آوت أوف ذا بلوز (Out of the blues) في دبي، "تتزايد معدلات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة نظراً لأنه لا يتم الإبلاغ عن الحالات. وتشير الإحصاءات الدولية إلى إصابة واحدة من كل سبع نساء، إلا أن مقدمي الرعاية الذين نتعامل معهم في دول مجلس التعاون الخليجي يعتقدون أن النسبة أقرب إلى واحدة من كل خمس سيدات. وفي مؤسسة آوت أوف ذا بلوز، نقدم الدعم للسيدات من جميع الخلفيات الثقافية، ولكن ثُبت أنه من الصعب جداً الحصول على أرقام دقيقة بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بقضايا الصحة النفسية ضمن العديد من المجموعات السكانية المتنوعة في المنطقة". ومن المقرر أن تناقش السيدة أندريا ألين تجارب الأمهات اللاتي تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة أو ما قبل الولادة والحلول المتاحة في مؤتمر القبالة في إطار معرض ومؤتمر طب النساء والتوليد الذي تنعقد فعالياته في الفترة من ٢٧ إلى ٢٩ مارس ٢٠١٦ في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
اكتئاب حاد
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات ولا تتم معالجتها ايضاً؛ ما يؤدي إلى تعرض بعض النساء لنوبات من الاكتئاب الحاد لسنوات عديدة. ومع ذلك، فهناك مجموعات دعم متاحة في دبي مثلاً لتوفير الدعم والإحالات الطبية للعلاج والمساعدة. ومن المهم التعرّف على أبرز العلامات المنذرة باكتئاب ما بعد الولادة أو ما قبل الولادة، وكذلك تقديم الرعاية والموارد المناسبة لمساعدة الأمهات في التغلب على هذه الظروف الموهنة. وفي حين أنه من المهم أن نعترف بأن التعب المستمر وحده ليس دليلاً على اكتئاب ما بعد الولادة، فإن بعض النساء قد تتعرضن لواحد أو أكثر من الأعراض التالية: الحزن، والبكاء، واليأس من المستقبل، وتعكر المزاج، والشعور بالذنب، والعدوانية تجاه الزوج أو الطفل، والقلق، وفقدان التركيز، والأرق، وفقدان الشهية، وأفكار انتحارية. ولكن من غير المرجح أن تشعر النساء بكل هذه الأعراض معاً.
ووفقًا للسيدة أندريا ألين، "تعتمد المساعدة التي ستحتاجها الأم على مدى حدة اكتئابها ما بعد الولادة أو ما قبل الولادة، وهناك طرق علاج مختلفة في هذا الصدد. وتمثل المكملات الغذائية والفيتامينات والحصول على المشورة والأدوية بعض الخيارات المتاحة. وعلاوةً على ذلك، فإن المساعدة الذاتية التي تشمل ممارسة التمارين الرياضية وتحسين التغذية وزيادة الدعم من العائلة والأصدقاء وكذلك الدعم من أمهات أخريات، تمثل كلها عوامل رئيسية، وقد أثبتت الأبحاث أنها مفيدة للغاية للتعافي من هذا الاكتئاب بنجاح".
ويعتبر ذهان ما بعد الولادة مصدراً ثابتاً للمرض النفسي الحاد، وقد ظل معدل انتشاره على مستوى العالم ثابتًا دون تغيير؛ بمعدل ولادة واحدة من كل ١٠٠٠ ولادة حية على مدار آخر ١٥٠ عاماً. وبالنسبة لبعض النساء، تكون الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج امراً ضرورياً. وفي المملكة المتحدة، تتوفر وحدات خاصة لرعاية الأمومة والطفولة في بعض المناطق للسماح للأمهات بالبقاء مع أطفالهن خلال فترة العلاج. وهذا يمكن أن يساعد في تجنب الآثار الضارة المحتملة لفصل الطفل عن الأم؛ سواء على المولود أو على ثقة الأم وقدرتها كمقدمة للرعاية في المستقبل.
يقدم لكم موقع صحتي المزيد من علاجات الاكتئاب ما بعد الولادة:
ما هي حالة اكتئاب ما بعد الولادة
ما رأيك ؟