هذه العبارات مدمّرة لنفسية طفلكم... فلا تتلفظوا بها
19-09-2019
إن الكلمات الجميلة والأسلوب الهادئ في الحوار والتواصل هي من الأمور التي يحتاجها الأطفال الصغار بشكل كبير خلال نموّهم وتعرّفهم على الحياة. ولكن اليوم وفي ظل الإنشغالات والهموم التي يواجهها الأهل، نراهم في بعض الأحيان ينقلون حالة التوتّر التي يعيشونها إلى أطفالهم، ويتوجّهون إليهم بالتعليمات التي تشيه الأوامر، من دون التودّد إليهم وإظهار الحنان في التعامل معهم، مما يبعد المسافات بين الأهل والأطفال.
عبارات مسيئة لنفسية الأطفال
ولكن لا يقف الأمر هنا، فهناك بعض الكلمات والتعابير التي يمكن أن يستعملها الأهل، والتي من شأنها أن تؤثر سلباً على نفسية الطفل وأن تكون لها مضاعفات لسنوات طويلة، إذا لم نقل طوال حياته، ولعل هذا السبب الذي دفع بالعديد من الدراسات التربوية إلى دعوة الأهل إلى التثقّف حول فنون التربية قبل الإنجاب والبدء باختبار تربية الأطفال. وفي ما يلي بعض العبارات التي يجب أن يتجنّبها الأهل لأنها من الممكن أن يكون لها تأثير تدميري على نفسية الأطفال.
الشتم: بكل أنواعه، كأن يتم نعت الطفل بصفات تشبهه بالحيوانت مثلاً، أو التوجه إليه بتعابير مهينة تسخر من شكله أو من قدراته، مثلاً وصفه بالقبيح أو السمين أو الأعرج، أو الفاشل أو الكسول أو توجيه الكلمات النابية إليه. فهذه العبارات والصفات القبيحة التي يتلقاها الطفل من شأنها أن تدمر ثقته بنفسه وأن تجعله يكره نفسه ويحقد على الآخرين. من هنا فإن توجيه الملاحظات للطفل بهدف تصويب سلوكه يجب أن يكون من خلال عبارات إيجابية وبهدوء من دون صراخ وتعنيف لفظي.
المقارنة مع الأطفال الآخرين: كاستعمال تعابير: "فلا أكثر ذكاءً منك" أو "فلان أجما منك" أو "أكثر نشاطاً" أو "لماذا لا تكون مثل فلان"،... وخاصة مع الأشقاء أو مع الأقران الذين هم في عمر قريب لعمره. فهذه المقارنات تنطبع في ذهن الطفل وتخلق عنده شعوراً بالحقد تجاه أهله وتجاه أشقائه أو أصدقائه، كما أنها تفقد الطفل الثقة بنفسه وتقديره لذاته.
التهديد ووضع الشروط: كأن تقول الأم للطفل مثلاً أنها لن تحبّه بعد اليوم إذا قام بهذا التصرف أو ذاك، أو أنها ستحبه أكثر إذا تصرّف كذا أو كذا. فحب الوالدين لطفلهما لا يصح أن يكون مرتبطاً بأي عوامل أخرى، بل يجب أن يكون مجانياً ولامتناهياً، وهذا النوع من التهديد والوعيد يعطي الطفل تعريفاً مغلوطاً عن العاطفة الأسرية ويجعله أيضاً يحب الآخرين بشروط ويحجب عنهم عواطفه إذا لم يستجيبوا لطلباته.
فضح الأسرار والسخرية: كأن يخبر الوالدان أسرار طفلهما وخصوصياته للآخرين، على سبيل المثال أنه ما زال يتبوّل في السرير، أو أنه قد رسب في اختبار مدرسي ما، أو أنه تصرّف بطريقة معينة من الممكن أن تجعل الآخرين يسخرون منه. إضافة إلى ذلك فإن سخرية الأهل من الطفل في بعض المواقف من شأنها أيضاً أن تجعله يفقد اعتباره لنفسه ويشعر أنه فاشل لا قيمة له، وهذه المشاعر ممكن أن ترافقه طوال العمر.
المزيد حول الصحة النفسية للأطفال في الروابط التالية:
إذا كان طفلكِ دائم المشاغبة في المدرسة... لا تفوتي هذا الموضوع من صحتي!
ما رأيك ؟