يبدأ الطفل في عمر السنتين بالاستقلال عن أهله وخوض تجاربه الخاصة، كما أنه يبدأ بتكوين تعابيره الخاصة ولغته وطريقة تعبيره. وبما أنه بدأ بالانطلاق، وإذا كان من النوع الكثير الحركة، تبرز عند والدته مشكلة كيفية السيطرة على سلوكه وجعله يستجيب لتعليماتها وإرشاداتها من دون رفض أو عناد. في بعض الحالات يؤدي سلوك الطفل إلى إثارة العصبية بشكل كبير لدى والدته، ويمكن أن يدفعها ذلك إلى ضرب ه وتعنيفه لتصويب سلوكه. ولكن كيف يمكن أن يؤثر الضرب على نفسية وشخصية الطفل في عمر سنتين؟
تأثيرات الضرب على طفل السنتين
ينصح الخبراء التربوين الأهل بعدم استخدام الضرب كوسيلة لعقاب أطفالهم وتصحيح سلوكهم وذلك لأسباب عديدة نوجزها لكم في ما يلي:
- الضرب يسيء بشكل مباشر إلى العلاقة بين الطفل ووالديه، وينمّي عند الطفل شعوراً بالنفور منهما ويمكن أن يتطوّر هذا الشعور إلى الكره والحقد تجاههما مع مرور الوقت.
- إن العقاب بالضرب من شأنه أن ينقل ثقافة العنف إلى الطفل مما قد يجعله عدوانياً يتعدّى بالضرب على رفاقه وأقرانه، وقد تطبع صفة العدوانية شخصية الطفل وصولاً إلى مرحلة المراهقة والشباب وحتى في حياته المستقبلية كشخص راشد، وق تجعله يمارس أساليب الضرب والعنف مع أطفاله في المستقبل.
- هذا النوع من التعامل يفقد الطفل الرغبة في التعلم والاكتشاف خوفاً من تلقي العقاب.
- يصبح الطفل مضطرباً نفسياً، قليل الثقة بالنفس، يشعر دائماً بالدونية والخوف، لا يقدر على الإندماج والتكيّف في المجتمع بالشكل المطلوب.
- كما ان الضرب يمنع الطفل من تطوير قدراته الكلامية والحوارية، ويجعله يخاف من التعبير عما يدور في خلده وغير قادر على إبداء آرائه والتعبير عن وجهة نظره والدفاع عنها من خلال النقاش، ويجعل منه انطوائياً انعزالياً.
نصائح لتصويب سلوك الطفل من دون الضرب
في هذا السن يمكن تصويب سلوكيات الطفل العنيد والكثير الحركة بطرق عديدة مختلفة عن الضرب، وهذه أبرزها:
ثبات الأهل على موقفهم: أي عندما يقوم أحد الوالدين برفض تصرّف معين من قبل الطفل، من الضروري أن يبقى ثابتاً على موقفه وأن لا يتراجع.
التذكير والتوجيه: من الضروري أن يتم تكرار التوجيهات الصحيحة إلى الطفل بما يخص تصرّف معيّن وأن يعرف الأهل أنه لن يفهم الشروحات الطويلة لأنه في هذا السن لا يستطيع فهم الحوارات، بل من الضروري التوجّه إليه بكلمات بسيطة تناسب عمره وقدرته على الفهم وتوجيهه إلى السلوك السوي.
العقاب التربوي: أي أن يتم عقاب الطفل بطريقة لا تؤذيه نفسياً ولا جسدياً، مثل منعه عن مشاهدة التلفزيون لفترة من الوقت، أو جعله يجلس على "كرسي المشاغبين" لفترة زمنية أو حتى يمكن تجاهله وعدم التجاوب معه لفترة وجيزة من الوقت حتى يفهم أهمية التجاوب مع والديه.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
كيف يمكن علاج السعال عند الأطفال؟
ما رأيك ؟