كيف يمكن للأهل تقديم الدعم النفسيّ للأطفال خلال فترة التعلم عن بعد؟
الخميس، 24 سبتمبر 2020
مع اجتياح فيروس كورونا المستجد جميع أرجاء العالم منذ ما يقارب التسعة أشهر، وفرضه الكثير من التدابير الوقائية التي تسعى إلى التخفيف من انتشاره ولعل أهمها التباعد الاجتماعي والجسدي، بما في ذلك إقفال المدارس والمرافق التعليمية بكاملها، أصبح التعلم عن بعد هو الحل الذي لجأت إليه معظم الدول حتى يستطيع التلامذة متابعة عامهم الدراسي الماضي، كما أن أغلب المدارس سوف تعتمد مع بداية هذه السنة الدراسية أيضاً على هذا النظام منفرداً أو سوف تجمع ما بينه وبين الحضور الجزئي في الصفوف الدراسية.
ولكن ما هي الصعوبات التي يواجهها الطلاب في ظل هذه الطريقة في التعلم، وكيف يمكن للأهل أن يساهموا في دعم أبنائهم من الناحية النفسية لاجتياز هذه المرحلة التي تحمل الكثير من التعقيدات والتحديات؟
نفسية الطفل خلال التعلم عن بعد
يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الكثير من الدعم والمرافقة النفسية من قبل والديه حتى يستطيع التأقلم مع هذه التجربة الجديدة والاستفادة من جميع الدروس والمعلومات التي تصل إليه.
وبما أن التواجد في المنزل لا يشبه أبداً الوقت الذي يقضيه الطفل في المدرسة، أي أن النظام يختلف كلياً بين المكانين، لذلك على الأهل أن يدركوا أن التعامل مع هذا الواقع ليس سهلاً، خاصة إذا كان الوالدان مضطرين من ناحيتهما أيضاً على مواصلة أعمالهما من المنزل.
والطفل الذي يعيش ظروفاً لم يعتد عليها من قبل، والذي يسمع الكثير من الأخبار حول المرض والمصابين، ويجد نفسه مضطراً للتقيّد بالتدابير الوقائية التي تحجب عنه حريته، وهو لا يستطيع لقاء أصدقائه ولا الأشخاص الذين يحبهم، من الممكن أن يبدي عدم الرغبة في متابعة الدروس بل يفضل اللعب والتسلية باعتبار أن الفترة التي يمضيها من دون دراسة يجب أن تكون عطلة.
إضافة إلى أن القلق الذي يشعر به في هذه الفترة وإن لم يعبّر عنه، يؤدي غلى عدم قدرته على التركيز بشكل جيد.
ولكن هنا يأتي دور الأهل، الذين من واجبهم شرح الواقع كما هو للطفل، مع الحرص على عدم إثارة الرعب في قلبه بما يخص المرض، بل التشديد على أهمية متابعة الدراسة من المنزل لأن هذه الجائحة يمكن أن تمتد لفترة زمنية طويلة، ولا يجوز أن يتوقّف الطلاب عن الدراسة طول هذه الفترة.
خطوات الدعم النفسي للطفل
- أولاً من الضروري أن يشعر الطفل أن الدراسة لم تتوقّف وأن يدرك أهمية متابعة التعلم عن بعد، لذلك على الأم أن تحاول الحفاظ على الروتين اليومي للطفل، من وقت الاستيقاظ والاغتسال وارتداء الملابس والبدء بمتابعة الدروس بحسب التوقيت الذي تحدده المدرسة.
- من الضروري أيضاً أن يكون النظام اليومي للطفل واضحاً تماماً، يتضمّن وقتاً للعب والتسلية، استراحات قصيرة من الدرس وأوقاتاً لتناول الطعام والوجبات الخفيفة.
- خلال تلقي الدروس، من المهم أن تتم مرافقة الطفل وفهم كل ما يصله من معلومات لمساعدته على استيعابها من دون أن يشكل ذلك ضغطاً على الطفل.
- تخصيص مكان للدراسة يكون منظماً ومجهزاً بكل مستلزمات الدراسة وخالٍ من الفوضى.
- تأمين الهدوء للطفل خلال تلقي الدروس، وإذا كان في العائلة أكثر من طفل واحد يتابعون الدروس عن بعد، من المهم أن يكون مقر كل منهم في غرفة منفصلة لمساعدتهم على التركيز.
- ويجب على الوالدين أن يجعلا الطفل يسعى إلى تحقيق النتائج الجيدة في المذاكرة وعدم الضغط عليه ليكون الأفضل في الصف، وذلك لأنه يعاني أصلاً الكثير من الضغوط في ظل هذه الظروف القاسية التي يمر بها.
المزيد حول تربية الأطفال في هذه الروابط: