لا تختلف التربية الأسرية بين طفل وآخر كما أنّ الآباء لا يفرّقون بين طفل وآخر من الناحية العاطفية والتربوية، ولكن مما لا شكّ فيه أنّ لكلّ طفل شخصيته وطبعه إلاّ أنّ لترتيب الطفل في الأسرة أيضاً دوره في تكوين هذه المعالم، فترتيب الولادة مهم بقدر أهمية جنس الطفل وتقريباً بنفس أهمية عامل الوراثة. موقع صحتي يلقي الضوء على أهمية تأثير ترتيب الابن في أسرته على شخصيته:
يعتقد بعض الباحثين أن ترتيب الولادة مهم بقدر أهمية جنس الطفل وتقريباً بنفس أهمية عامل الوراثة. هذا لأنه يعود لنظرية الطبيعة مقابل التنشئة. فلا يوجد طفلان لهما نفس الأب والأم، على الرغم من أنهما يولدان فى نفس الأسرة. لماذا ؟ لأن الآباء يختلفون عن كل واحد من أبنائهم، كما لا يأخذ أى طفلين فى أى وقت مضى نفس الدور فى الأسرة. على سبيل المثال، إذا كنتِ الطفل الذى يعتنى بالآخرين، فهذا الدور يصبح محجوز باسمك بينما يمكن لأختك أن تكون أكثر الأخوة إنجازاً فى الأسرة، وهكذا.
اختلاف شخصية الآباء مع كل طفل
الابن البكر: الأكثر إنجازاً ونجاحاً!
الابن البكر عادةً ما يكون يعتمد عليه، موثوق به ومتفانٍ. ويعتمد عليه والديه للمساعدة في رعاية إخوته الصغار ولديهم توقعات عالية منه، وقد يجد الطفل الأكبر قواسم مشتركة مع الأطفال البكر الآخرين أكثر من إخوته باعتباره الوالد الصغير، ويحاول بالتالي الهيمنة والسيطرة على إخوته.
فالمشكلة هي أنه عندما يصل الطفل رقم اثنين، سوف يواجه أيضاً شعور الخسارة لأنه فقد مقعده على العرش العائلي، كما افتقد مكانه الخاص بالتفرد. وكل الاهتمام الذى كان حصراً له وحده فيجب عليه مشاركته مع إخوته، وكثيرًا من الأحيان تتطور لدى الابن الأكبر سلوكيات جديدة ليحظى بالاهتمام، مثل الأنين، والإلحاح في البكاء بقوة لكسب انتباه والديه.
الابن الأوسط: الهادئ والمطيع
الابن الأوسط يكون أكثر تعاوناً ومرونة، ولكن لا تزال لديه الصفات التنافسية كما أنه غالباً ما يهتم بقضايا العدل والإنصاف. وفي الواقع، فإن الابن الأوسط يختار دائرة من الأصدقاء الحميمين لتمثل له عائلة كبيرة. فمن هنا يجد الاهتمام الذي قد يفتقر إليه مع أسرته. وإن خصال الطفل الأوسط تؤهله ليكون بمكانة المشاهير، وعلى الرغم من أنهم يظهرون مهارتهم في وقت متأخر، لكن مهارات التفاوض لديهم تؤهلهم للعديد من الوظائف التي تتطلب السلطة والحنكة في التعامل، ووقتها سيحظى بكل الإهتمام الذي كان ينقصه.
وهنا نشير الى أن السمات الشخصية التي تحدد للطفل الأوسط عادةً ما تكون على العكس تماماً من تلك التى تميز أخويه الأكبر أو الأصغر سناً.
الابن الأصغر: روح التسلية والفرح المستمر!
الابن الأصغر يأتي في وقت قد تمكن الآباء من دورهم في الرعاية والتربية وبالتالي هم أكثر ليونة وتساهلاً معه ولا يدققون في كل صغيرة وكبيرة معه مثلما كانوا يفعلون مع إخوته الأكبر سناً. لهذا يتعلم الابن الأصغر كيفية جذب انتباه الآخرين من خلال سحر شخصيته وقدرته الفذة أن يكون محبوباً.
كما أن الطفل الأصغر يكون لديه المزيد من الحرية أكثر من أشقائه، ولذا يكون بشكل أو بآخر أكثر استقلالية. فالطفل الأصغر أيضاً لديه الكثير من القواسم المشتركة مع أخيه الأكبر، ويتمتع الابن الأصغر باهتمام جميع أفراد الأسرة مما يعطيه إحساساً بالأمان والطمأنين.
وغالباً ما نرى الطفل الأصغر في وظائف تعنى بمجال الترفيه والفن والكوميديا، والكتابة، والإخراج، والوظائف الإبداعية بصفة عامة، ولأنه كان الطفل الأقل مسؤولية فى أسرته فغالباً ما تعكس اختياراته العملية ذلك باختيار مجالات حرة ولا تتطلب مسؤولية.
تعرّفوا من خلال موقع صحتي على كيفية تقوية شخصية اطفالكم:
خطوات لتقوية شخصية الطفل في المدرسة
ما رأيك ؟