الغيرة هي غريزة فطرية عند الجميع، مثلها مثل أي صفة توجد داخلنا. والغيرة شعور مثل كثير من المشاعر والأحاسيس، ولكنّها يمكن أن تصبح خطيرة إذا تعدّت حدودها الطبيعية. فكثيراً ما نرى المشاكل تنشأ بين الزوجين بسبب الغيرة وقد تطغى هذه الغيرة أحياناً وتصل إلى حد الشك والظن والحرمان. وربما ينتهي الحب بين الآخرين بسبب هذه الغيرة إذ أنها قد توّلد إنعدام الثقة بينهم. فهل الغيرة العمياء والقاتلة سببها عضوي أو نفسي؟.
الدماغ والغيرة القاتلة
أثبت باحثون في جامعة بيزا شمال إيطاليا، أنّ الغيرة الوهمية تبرز أحيانا بأشكال خطيرة مثل الإنتحار أو القتل، وهي نتيجة لعدم توازن منطقة معينة من الدماغ. وأشارت الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين من قسم الطب السريري والتجريبي، إلى أن جذور ما يسمى متلازمة عطيل العصبية يحتمل وجودها في القشرة الأمامية، وهي منطقة الدماغ الخاصة بالإشراف على العمليات المعرفية المعقدة والعاطفية قد تكون هي المسؤولة عن هذه الغيرة. والتحقيق التجريبي للأسس العصبية للغيرة هي مجرد بداية وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح الجذور البيولوجية لها. وتقول الباحثة دوناتيلا ماراسيتي، بعد تطوير نموذج نظري، يعتمد على الملاحظة السريرية لمرضى الأعصاب الذين يعانون من الإدمان على الكحول والفصام ومرض باركنسون وغيرها، أنّ الغيرة الوهمية موجودة في تلك الامراض، وخاصة في المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون و الذين يتم التعامل معهم بالأدوية التي تزيد إنتاج مادة الدوبامين.
وبالتالي، فإن علاج هذه الغيرة هو في فهم أفضل لدوائر الدماغ والتغييرات الكيميائية الحيوية التي تقوم عليها الجوانب المتنوعة من الغيرة الوهمية، ما يمكّن من المساعدة على التوصل إلى التعرف المبكر على الأشخاص المعرضين للخطرأي السلوك العدواني بسبب الغيرة.
ما رأيك ؟