لأنّ التغذية الصحيحة تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من نظام الحياة الصحّي، يُخصّص أسبوع كامل في السنة من ۱٠ الى ۱٦ ديسمبر للتوعية حول أهمية الصحّة والغذاء. فالتغذية السليمة تُعتبر شيئاً ضرورياً لنموّ الإنسان واستمرار حياته، لأنّ الغذاء هو بمثابة الوقود الذي يمنحنا الطاقة والنشاط. ولكن المشكلة تكمن في طريقة تناول الغذاء واختيار نوعيته حتّى لا يؤدي بدوره الى مشاكل صحّية جمّة ناتجة عن البدانة أو تراكم الدهون في الجسم مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، مرض السكري، إرتفاع ضغط الدمّ وغيرها. ولكي تتنبّهوا الى بعض أخطاء التغذية التي ترتكبونها، يتعاون موقع صحّتي مع أخصائية التغذية نغم طنوس التي تصحّح لكم تالياً بعد الأفكار الخاطئة.
- يمكن تجاوز وجبة الفطور لخفض عدد السعرات الحرارية المستهلكة في اليوم: هذه الفكرة خاطئة جداً، لأنّ الفطور وجبة أساسية، بما أنّه ينشّط الأيض. والفطور لا يزيد من عدد السعرات الحرارية المستهلكة، بل بالعكس تماماً هو يجعل التغذية اليومية سليمة، لأنّكم حين لا تتناولوا الفطور تزيدون من كمية الأطعمة التي تتناولونها خلال اليوم على الغداء أو العشاء. كما أنّه يساعدكم على الشعور بالشبع، بدل أن تبقوا جياعاً طيلة اليوم، بالإضافة الى دوره المهمّ في الحفاظ على معدّل سليم للسكري.
- إنّ خسارة الوزن بشكل سريع لا يضرّ بالجسم: من أقسى ما يمكن أن تعرّضوا أجسامكم له هو خسارة الوزن بشكل سريع وخلال وقت قصير جداً، لأنّكم لا تخسرون الدهون أبداً بل الماء والعضلات، خصوصاً إذا كانت الحمية لا تتمّ تحت إشراف أخصائية تغذية. وقد أثبتت الدراسات، بحسب طنوس، أنّ الأشخاص الذين يفقدون الوزن سريعاً سرعان ما سيعوّضونه مع إكتساب بعض الكيلوغرامات الإضافية. كما أنّ هذه الخسارة السريعة يمكن أن تؤدي الى مشاكل صحّية عديدة بسبب خسارة الفيتامينات والأملاح المعدنية وهي تسبّب الدوار. لذا يجب أن تكون الحمية منظّمة وتحت إشراف أخصائية تغذية محترفة، لكي تخسروا الدهون وليس فقط الماء والعضلات.
- يمكن شرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية الدايت لأنّها لا تحتوي على السكر: هذه الفكرة رائجة ولكنّها خاطئة أيضاً، فالمشروبات الغازية الدايت تحتوي على محلّي صناعي غير السكر مثل الأسبرتام. وبالتالي، يجب إستهلاك هذه المشروبات باعتدال، خصوصاً أنّ الأسيد الموجود فيها يؤدي الى خسارة الكالسيوم من العظم. كما أنّها تؤثر سلباً على النظام الغذائي، بما أنّكم تتذوّقون طعم السكر ولكن الجسم لا يستهلك حقيقة السكر. وكما تنصح أخصائية التغذية، يمكن شرب هذه المشروبات مرّتين أو ثلاث مرّات كأقصى حدّ في الأسبوع، أو شربها في المناسبات فقط وبعيداً عن وجبات الطعام. ويجب إستبدال هذه المشروبات بالماء والحليب والعصائر الطبيعية المفيدة للصحّة.
- الملح ليس مؤذياً للصحّة: يعطي الكثيرون أعذاراً لأنفسهم لكي يستهلكوا كميات إضافية من الملح عند تناول الطعام بإعتبار أنّهم لا يعانون من أي أمراض وذلك لن يؤثر على صحّتهم سلباً. لكن ذلك ليس صحيحاً بالنسبة لأخصائية التغذية، فطنوس تؤكد أنّ الملح مضرّ للكلّ وخصوصاً للأشخاص الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدمّ أو أنّ جسمهم يحفظ الماء بشكل مرتفع. لذا يجب إستهلاك الملح باعتدال، وإلا أدّى الى زوال الكالسيوم من العظام عبر البول. ولكن ما يجب التنبّه إليه هو أنّ الملح ليس فقط ما ترشّونه على الطعام، بل هناك أطعمة غنّية جداً بالملح موجود في الأسواق وتشترونها دون التنبّه الى المخاطر، وبالتالي يجب الحذر من كلّ الأطعمة التي تحتوي على الملح ولو بشكل مخبئ وليس الملح فقط كما نستخدمه يومياً.
- إنّ إعداد الطعام الصحّي صعب ويحتاج الى مجهود أكبر من الطعام الدسم: هذه الفكرة رائجة جداً بين ربّات المنزل اللواتي يفضّلن دائماً أن يلتزمن بطرق الطبخ التقليدية التي تتضمّن إستخدام الكثير من المواد الدسمة. لكنّ طنوس تؤكد أنّ هناك الكثير من الأطعمة الصحّية والسريعة التي يمكن تحضيرها، خصوصاً مع إنتشار أدوات المطبخ غير اللاصقة والطناجر التي تعمل على البخار أو المقالي التي تستخدم كمية قليلة جداً من الزيت النباتي. وتنصح طنوس بأنّ يتمّ شراء الخضراوات مثلاً وتنظيفها ثم حفظها في البرّاد ليتمّ إستخدامها لاحقاً في إعداد السلطات. كما يمكن تحضير بعض الاطعمة بشكل مسبق مثل الثوم المقشّر وغيره لكي تكون كلّ المكوّنات متاحة عند الرغبة في تحضير طبق صحّي.
ما رأيك ؟