يحصل أن يكتشف الوالدان في بعض الأحيان أن ابنهما المراهق يكذب عليهما بما يخص مكان تواجده، أو الأصحاب الذين خرج لتمضية الأوقات معهم، أو علاقاته العاطفية، أو العديد من الأمور التي لا يريد أن يطلعهما عليها في هذه المرحلة العمرية. فما هي الأسباب التي تدفع بالمراهق إلى الكذب، وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة بأسلوب تربوي صحيح؟
لماذا يكذب المراهقون؟
بحسب الدراسات العلمية التي تتناول سلوك المراهقين، يرغب هؤلاء بين عمر 12 و13 سنة بالحصول على فسحة حرية بعيداً عن سلطة الوالدين، ويسعون لإثبات قدرتهم على اتخاذ القرارات الخاصة بهم من دون تدخّل الراشدين، لذلك يبدؤون بإخفاء الأسرار عن أهاليهم ضمن راية "الإستقلالية" والحرية.
ومن ناحية أخرى، يسعى المراهق في هذه الفترة إلى الإبتعاد عن المشاكل والنقاشات مع أهله بما يخص السلوكيات التي لا يحبّذها الأهل، فينفي أنه قد شرب الكحول أو قد جرّب التدخين أو أنه يعيش علاقة حب أو أي أمر من الممكن أن يكون للأهل أي تحفّظ عليه.
ومن الممكن أيضاً أن يلجأ المراهق إلى الكذب بهدف تجميل صورته أمام الآخرين، كما وقد يضخّم الأحداث ويهوّلها بهدف جذب الإنتباه، هذا إضافة إلى بعض الأسباب الأخرى المرتبطة بهذه المرحلة العمرية التي لا تخلو من التعقيدات.
التعامل مع المشكلة بأسلوب صحيح
- أولاً يجب على الوالدين أن يعلما إبنهما الصدق من خلال التزامهما بقول الحقيقة له من دون اللجوء إلى الكذب. كما أنه من الضروري شرح أهمية قول الحقيقة لأنها المفتاح لجميع الحلول.
- محاولة اكتشاف ما إذا كان المراهق يعاني من مشاكل في الثقة بالنفس أو الثقة بوالديه، وإيجاد الحلول لها إذا كانت موجودة، وبالتالي تنتفي أسباب الكذب.
- بناء علاقة صداقة وحوار مع المراهق، والتأكيد له بأن والدين لا يمانعان ممارسته للأنشطة التي يحبها على أن تكون متطابقة مع مبادئ السلوك السليم ولا تسبب له أو لغيره أي مشاكل أو تعرّضه للخطر.
- يجب على الوالدين تعليم إبنهما المراهق أن يحب ذاته كما هي، وأن لا يسعى لإرضاء الآخرين وجذب الإنتباه من خلال الكذب.
- ومن الضروري أيضاً عدم القبول بأي أعذار للكذب لأنه تصرّف غير مقبول، وشرح أهمية الثقة المتبادلة بينه وبين محيطه الأسري والمدرسي والإجتماعي.
المزيد حول تربية المراهقين في ما يلي:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟
ما رأيك ؟