فيما يخاف الأهل من تعرّض أطفالهم إلى التحرّش الجنسي من قبل البالغين، تشير بعض الأبحاث إلى أن نسبة عالية من حالات التحرّش الجنسي التي يتعرّض لها الأطفال ممكن أن تكون من قبل أطفال آخرين أكبر منهم سناً وأقوى منهم من الناحية الجسدية. لذلك من الضروري أن يكون الأهل على اطلاع تام على ما يمر به أطفالهم وما يتعرّضون له لإيجاد الحلول بأسرع وقت ممكن.
تحرّش الأطفال بعضهم ببعض
إذاً تشير الدراسات إلى أن 40% من حالات التحرّش الجنسي التي يتعرّض لها الأطفال تكون من قبل أطفال آخرين أكبر منهم سناً أو من نفس سنّهم ولكنهم أقوى جسدياً في ظاهرة أطلقت عليها تسمية Child on child sexual abuse أو COCSA، وهذه الحالات لا تختلف عن حالات التحرش الجنسي بالأطفال من قبل البالغين إلا من ناحية اختلاف الأطراف، وقد يكون التحرّش الجنسي بين الأطفال على شكل اعتداء أو استدراج أو إغواء أو الخداع.
والتحرّش الجنسي بين الأطفال هو عبارة عن نشاط جنسي بين الطرفين دون موافقة الضحية التي لا تتساوى مع المتحرّش من ناحي العمر أو القدرة الجسدية أو الإدراك الجنسي والقدرة على التأثير والإغواء وتقديم الإغراءات. ويمكن أن يحصل هذا التحرّش في المدرسة أو حتى في العائلة الواحدة وبين الأطفال المقرّبين من بعضهم البعض.
ما الأسباب؟
تُعتبر الشريحة العمرية ما بين 12 و14 عاماً الأكثر انخراطاً في هذا النشاط نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحصل للأطفال في هذا العمر الانتقالي من الطفولة إلى المراهقة، فيكون التحرّش بمثابة استكشاف الطفل لجسده ولجسد الجنس الآخر.
ومن ناحية أخرى، أظهرت الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين يقدمون على التحرّش الجنسي بأطفال آخرين هم قد سبق لهم وتعرّضوا إلى الاعتداء أة التحرّش الجنسي من قبل بالغين أو من قبل أطفال آخرين أكبر منهم سناً أو أقوى بدنياً، أو إنهم قد تعرّضوا إلى التعنيف الجسدي بشكل كبير في المنزل أو أنهم قد شاهدوا أشخاصاً بالغين وهم يمارسون الجنس، ويمكن أن يكون هؤلاء البالغين أهلهم أو ممثلين في أفلام إباحية أو غير ذلك، لا سيما الأشخاص الذين يقصدون ممارسة الجنس أمام الأطفال بقصد إيذائهم نفسياً والتحرّش بهم.
حماية الأطفال من التحرّش الجنسي
الخطوة الأولى تكون بتوعية الطفل حول أجزاء جسده وخصوصيته الجنسية، لأن التربية الجنسية المبكرة هي الركيزة الساسية لحماية الأطفال من هذا النوع من التحرّش.
من الضروري أن يعمل الوالدان على بناء علاقة ثقة مع الطفل بحيث يخبرهما بصراحة بكل ما يحصل معه، وأن يحذّراه من التحرّش الجنسي من دون استثناء أي شخص، حتى العائلة والمقربين.
من الضروري أيضاً أن يقوم الوالدان بتعليم طفلهما كيفية التخلص من المواقف المحرجة وطلب المساعدة، وأن يكونا أكيدين أن التربية الجنسية التي تبدأ منذ عمر مبكر يجب أن يتابعاها حتى وصول الطفل إلى عمر الشباب حينها يستطيع أن يكون مسؤولاً عن نفسه.المزيد حول المشاكل النفسية عند الأطفال في ما يلي:
علاج المشاكل النفسية عند الأطفال... هل يتم بواسطة الأدوية؟
ما رأيك ؟