إن تربية الأطفال لا تُعتبر مهمة سهلة، فالمسؤولية الكبرى التي تقع على كاهل الوالدين هي مساعدة الطفل في تكوين شخصية متوازنة وقوية، بهدف جعله قادراً على التأقلم مع تحديات الحياة في المستقبل، وعلى اتخاذ القرارات الصائبة.
ولكن نجد أن بعض الأطفال لا يتحلون بشخصية قوية بل إنهم قد يعانون من ضعف في شخصيتهم مما يصعّب عليهم عملية التواصل مع محيطهم. فما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف الشخصية عند الطفل وكيف يمكن مساعدته في هذه الحالة؟
أسباب ضعف الشخصية عند الطفل
هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع بالطفل إلى تكوين شخصية ضعيفة، أي أنه لا يستطسع المشاركة في الحوارات ولا في النشاطات الجماعية بل أنه يرتبك ويبتعد عن المجموعات وينزوي بنفسه ولا يستطيع التعبير عن آرائه وأفكاره، ويكون شديد الخوف من البقاء لوحده والابتعاد عن والديه، ولا يمتلك القدرة على التكلم أما مجموعة من الأطفال أو من البالغين. وفي ما يلي أبرز الأسباب:
الإهمال وعدم الاستقرار العائلي: بحيث يشهد الطفل على الكثير من الخلافات الأسرية بين والديه مما يفقده الشعور بالأمان والثقة بالنفس والانتماء إلى هذه العائلة، وهذا يجعل منه ضعيف الشخصية.
كما أن قلة اهتمام الوالدين بالطفل هو أيضاً من العوامل التي تسبب قلة الثقة بالنفس لديه وتجعل شخصيته ضعيفة.
التغيرات الفيزيولوجية: إن الدخول في مرحلة المراهقة المبكرة والتغيرات الفيزيولوجية التي تطال الطفل مع الاقتراب من مرحلة البلوغ، من شأنها أن تسبب له تراجعاً في الثقة بالنفس إذا لم يتنبّه الوالدان إلى ضرورة مواكبة هذه التغيرات وشرحها للطفل.
التأنيب والاستخفاف: الطفل الذي يعاني من التأنيب الدائم من قبل أهله والاستهزاء بقدراته أو بمظهره أو الذي يتعرّض إلى المقارنة دائماً مع أشقائه أو أقرانه هو أكثر استعداداً لبناء شخصية ضعيفة.
الضعف في الدراسة: ففي الكثير من الأحيان يقوم الوالدان بتقييم طفلهما بحسب الدرجات التي يحصل عليها في الامتحانات المدرسية، فيعتبرانه ذكياً وناجحاً أو فاشلاً. من هنا فإن الضعف في الدراسة هو من الأسباب التي يمكن أن تقلل ثقة الطفل بنفسه بشكل كبير.
مساعدة الطفل الضعيف الشخصية
في المقام الأول، يجب على الوالدين الابتعاد عن التأنيب الدائم للطفل والسخرية منه ومقارنته بالآخرين، واستبدال ذلك بالتركيز على أفعاله الجيدة وتشجيعه على التقدّم في كل ما ينوي القيام به ومدحه عند القيام بأي إنجاز ولو كان صغيراً.
من ناحية أخرى، على الوالدين أن يشجعا الطفل على المشاركة في النشاطات الثقافية أو الفنية التي من شأنها أن تساهم في تقوية شخصيته، وأن يبنيا معه علاقة مبنية على الحوار، وأن يسمعا آراءه ويشجعاه على التعبير عنها بحرية ويتركا له حرية الاختيار في بعض الأمور الخاصة به.
المزيد حول الحالة النفسية للأطفال في ما يلي:
كيف يمكن للأهل تقديم الدعم النفسيّ للأطفال خلال فترة التعلم عن بعد؟
ما رأيك ؟