قد يصعب على الأم كثيراً سماع طفلها وهو يبكيلفترات طويلة، ولكن في الحقيقة إن بكاء الأطفال هو أمر إيجابي لأنه يلفت انتباه الأم إلى أن الطفل بحاجة لشيء ما، مثل تغيير الحفاضة، أو أنه يشعر بالجوع أو بالألم أو بالتعب والنعاس. ولكن ماذا عن البكاء قبل النوم، هل هو مؤذٍ أو مفيد للطفل، وكيف يجب على الأم التعامل مع هذا الأمر؟
لماذا يبكي الأطفال الرضع؟
في الأسابيع الأولى بعد الولادة، يكون البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للطفل أن يعبّر بواسطتها عن حاجته إلى أمه، وأنه يستغرب كل ما يحصل من حوله وكل الأشياء التي لم يعتد عليها خلال وجوده في رحم أمه. وبعد فترة وجيزة، يتعلم الطفل أن البكاء هو الوسيلة التي تجعل أمه تأتي إليه، وهو ممكن أن يكون بحاجة إلى أي من الأمور الأاساسية كالطعام أو تغيير الحفاضة على سبيل المثال، كما أن بعض الأطفال يبكون لأنهم بحاجة إلى حضن الأم حيث يشعرون بالأمان.
وبعد ثلاثة أشهر أو ما يقاربها، يتقن الطفل فنون التواصل الأخرى مع وادته، مثل الضحك وإصدار الأصوات والتفاعل معها بطرق غير البكاء.
أما سبب البكاء قبل النوم فهو يعود إلى أن الطفل الرضيع يتحضّر للنوم لفترة زمنية أطول من الكبار، وهو يشعر بالتعب إذا لم ينم كفاية خلال اليوم، ويعبّر عن انزعاجه من خلال البكاء. فما الذي يجب على الأم أن تفعله في هذه الحالة؟
روتين النوم
ينصح الأطباء الأمهات باتباع روتين معيّن للنوم يؤمّن الراحة للطفل ويكون في وقت محدد من كل مساء حتى يساعده على ضبط ساعته البيولوجية وتنظيم أوقاته.
لذلك، على الأم أن تخصص وقتاً للحمام، وبعده الرضعة الأخيرة وبعد ذلك وضع الطفل في سريره بعد معانقته وتقبله وتمنّي ليلة سعيدة له.
غالباً هذه العملية كاملة لا تتطلب أكثر من نصف ساعة، ومن المهم أن نعرف أن الهدوء التام في الغرفة ليس هو الحل لمساعدة الطفل الرضيع على النوم، فهذا الطفل قد اعتاد على النوم في رحم أمه وهو يسمع العديد من الأصوات التي تُسمّى "الضوضاء البيضاء"، لذلك بعض الأطفال ينامون خلال التجوّل في السيارة. من هنا يمكن وضع بعض الموسيقى الهادئة في الغرفة بعد إطفاء الأنوار وترك الطفل لينام.
البكاء حتى النوم
إذا سمعت الأم صوت بكاء طفلها قبل النوم أو خلال الليل، فإن ذلك لا يجب أن يُشعرها بالهلع والخوف، فالطفل يعلم أنه غذا بكى سوف تأتي أمه إليه، ولكنه مع الوقت يعتاد على تهدئة نفسه والخلود للنوم. فالأم عليها أن تنتظر لفترة زمنية تتراوح بين دقيقتين وعشر دقائق ليهدأ طفلها من تلقاء نفسه قبل أن تتدخّل لتهدئته، وهذا غير مؤذٍ للطفل، بل يساعده على التعوّد على تهدئة نفسه والعودة إلى النوم.
ولكن خلال فترة العشر دقائق، إذا كان مستوى البكاء عند الطفل يرتفع، فإن ذلك ممكن أن يعني أنه يشعر بالألم، لذلك على الأم أن تتأكد أن كل شيء على ما يرام، وأن طفلها ليس مريضاً.
المزيد حول العناية بالطفل الحديث الولادة في ما يلي:
6 نصائح وخطوات هامّة للعناية ببشرة حديث الولادة
ما رأيك ؟