يخاف الاهل على أولادهم ومن تعرضهم لأي خطر. وهكذا، يحيطوهم بالعناية والرعاية، لحين اكتسابهم القوة التي يستطيعون بها أن يدافعوا عن أنفسهم من كل خطر خارجي. ولكن قد يتّجه بعض الأهل نحو إتجاهين: إمّا أن يهملوا مسؤولياتهم تجاه أبنائهم، أو يحرمونهم من الخروج والإستمتاع خوفًا عليهم.
بين الحرية والإعتدال
القلق المعتدل يجب أن يتواجد في حياة الأهل، لأنّه يساعدهم على متابعة كلّ تطوّر يحدث للطفل، لاكتشاف الحاجة إلى التدخل مبكرًا. لكن الإفراط في القلق غير مقبول، لأنّه قد يؤدي عكس ما تريده، خصوصًا إذا كان يعيق نمو أبنائها البدني أو النفسي. كما قد يصل هذا الخوف بالبعض إلى زرع الخوف في أنفس أولادهم، فيصبحون جبناء، ولا تنمو شخصياتهم نمواً طبيعياً. وهكذا، تنعكس تصرفات الأهل سلبيا على أهلهم، حيث يفقدون إستقلاليتهم في اتخاذ القرارات، وهي أهمّ ما يحتاجون إليه في الكبر.
قد يكون دافع الأهل هو الحب، لذلك من الصعب أن تقتنع الأم بالتخلص من مخاوفها، إلا إذا رغبت هي في أن تخفف من إظهار قلقها عليهم وتدرّب نفسها عليه. أمّا الأخطر، فهو إعتقاد الأهل أنّ ما يفعلونه هو الصواب، بل ويتهمون الأهل غيرهم بالإهمال والتقصير في حق أبنائهم، ويعتبرون أنّ ضبط هذه المشاعر هو نوعا من التقصير في التربية وأداء الأمانة. وهذا الأمر يعود إلى تربية الأهل التي تلقوها في بيت أهلهم حول الدور الواجب عليهم أداؤه كأهل مستقبليين.
مصادر القلق
- الصغير لن يكبر في عينهم: مع مرور الوقت يكبر الصغير ويزداد اعتماده على نفسه واستغنائه عن أهله، إلا أن بعض الأهل يتصورون أنّ الصغير لن يكبر أبدا، وأنّ أفضل شيء يفعله هو أن يظل معتمدا عليهم في تدبير شؤونه واتخاذ قراراته.
- تجارب مؤلمة: تساهم التجارب التي يراها الأهل في المجتمع في جعلهم يبالغون في إظهار خوفهم، فتشكل نصائح وتجارب القرباء معينا للأهل في سلوكهم هذا المسلك.
- قلة خبرة ووعي وعدم قبول النصائح: بسبب غريزة الامتلاك، يعتبر بعض الأهل أنّ طفلهم ملك خاصّ لهم وليس لأحد حق في التدخل في تربيته. لكن، قد لا يكون لديهم خبرة في تربية الأبناء، فيتصرفون تصرفات القلق الزائد عن الحد التي قد تضر بصغيرهم ولا تفيده.
- وجود نوع من الإختلاف عند الطفل: قد يكون لدى الطفل نوعًا من الإعاقة، أو تعذب الأهل للإنجاب، فلابد أن يزداد خوفهم على هذا الصغير الذي جاء بعد عناء.
ما رأيك ؟