لا شيء يوازي فرحة الطفل وشعوره بالسرور الكبير والبهجة المطلقة بعد تلقيه هدية من إختياره، فكيف إذا كان في كلّ مرّة يحصل ببساطة على كلّ ما يريد مهما بلغ عدد هذه الهدايا؟ في السطور التالية من صحتي سنتطرق الى موضوع تلقي الطفل للهدايا بإستمرار ومضاعفات هذه الحالة النفسية.
أولاً: على الرغم من أن الهدايا هي من الامور الأساسية التي تفرح الطفل، إلا أن الإكثار منها وتقديمها بشكل دائم من دون أي مبرر أو مناسبة، هو عامل يرهق نفسية الطفل، حيث أنه يصبح غير قادر على التعبير عن فرحته وإمتنانه من الحصول على أي واحدة منها، لأن هذه المشاعر تتشتت وتتبدد داخله، ما يمنعه من التعبير عن مشاعره بوضوح وصراحة.
ثانياً: إغراق الطفل بالهدايا هو عادة سلبية، تفقده القيمة الحقيقية لأي غرض أو حاجة، لكونه يحصل على أي شيء يريده بسهولة مطلقة. لذلك لا يجب أن تكون الهدية بحدّ ذاتها هي الأساس، لانه عندما نعطي الأهمية الأكبر للهدايا، فإننا بهذا نورثهم الاستغراق في الماديات وإهمال المشاعر الأخرى. بل من الضروري بالمقابل الإهتمام بتقديم الشرح المناسب للطفل على أن لهذه الهدية الكثير من المتطلبات الأساسية والعوامل التي يجب مراعاتها بشكل كامل، وهي التي سمحت بحصوله على هذا الغرض، وأن لكل طلب مقابل مادّي يجب تأمينه حتى ولو كان المبلغ بسيط.
ثالثاً: بعيداً عن الامور المادية، والألعاب والأغراض الخاصة، فإن أكبر هدية يمكن تقديمها للطفل من قبل الاهل، هي تأمين الرعاية الدائمة والإهتمام به بطريقة متواصلة، من خلال تفهّم نفسيته وتقبلّها، والتحاور معه بمنطق وديبلوماسية بعيداً عن إصدار الأوامر. وهنا نشير الى أن الأطفال بحاجة دائمة الى حنان الاهل وعطفهم وإهتمامهم، لمساعدتهم على تنشئتهم بطريقة سليمة ومثالية.
وهنا نشير الى أنه لا يمكن تعويض الطفل عن النقص العاطفي بواسطة تقديم الهدايا، إلا أن الهدف الاساسي يكمن بأن يكتسب الطفل في سنوات عمره الاولى، الثقة بالنفس والإحساس بالمحبة، والشعور بالإحترام المتبادل، وبأنه محّط إهتمام وتقدير بين أفراد عائلته، ما يعزز الترابط والتواصل بين الأهل والطفل، بعيداً عن اللجوء الى وسيلة تقديم الهدايا وإغراق الطفل بها.
إليكِ المزيد من صحتي حول طرق تربية الطفل بشكل مثالي:
5 خطوات كفيلة بتنمية شخصية طفلكِ وتطويرها نحو الأفضل!
ما رأيك ؟