تستفيد بعض الأمهات من الفترة التي يقضيها الطفل في اللعب بمفرده للاهتمام ببعض الشؤون العالقة في المنزل أو أخذ فترة استراحة قصيرة من التفاعل معه وتلبية احتياجاته. ولكن بعض الأمهات يعتقدن أن استمرار الطفل في اللعب بمفرده هو حالة تثير القلق بالنسبة إليهن ويجب الإطلاع على أسبابها. فما هي حقيقة الأمر، وهل يُعتبر لعب الطفل بمفرده أمراً صحياً أو مثيراً للقلق؟ وهل يحتاج الطفل إلى قضاء فترة من الوقت بمفرده؟
الأطفال يحتاجون لبعض الوقت بمفردهم
تماماً مثل البالغين، يحتاج الطفل إلى قضاء فترة من الزمن وهو يلعب بمفرده خاصة بعض يوم طويل من الدراسة أو من النشاطات الخارجية التي تتخللها الكثير من التوجيهات من جهة الأشخاص الراشدين، فهو بعد ذلك يحتاج إلى الجلوس بمفرده بسلام تام وأن يلعب بألعابه في هدوء من دون أن يضطر إلى مشاركة أحد أو التواصل مع الأطفال الآخرين، وهذا يشكا فترة راحة له.
فوائد لعب الطفل بمفرده
إن تمضية الطفل لبعض الوقت بمفرده تتيح له بأن يطوّر العديد من مهاراته وقدراته العقلية، وذلك على الشكل التالي:
تطوير القدرات العقلية: عندما يقوم الطفل باللعب بمفرده فإنه يقوم بعدة أدوار في الوقت عينه، وذلك يدفعه إلى مضاعفة عمل المخ وتطوير قدراته التحليلية واللغوية، إضافة إلى التطوّر في فهم العلاقة بين الأشياء المختلفة، وتنمية المهارات البصرية والحركية عند الطفل.
الاعتماد على الذات: إن لعب الطفل بمفرده يساعده في الشعور بالثقة بالنفس والاتكال على الذات في كل ما يقوم به، وذلك أيضاً يساعده في تطوير قدراته على حل المشكلات والقدرة على القيام بالعديد من الوظائف في الوقت عينه.
توسيع المخيلة: عندما ترى طفلاً وهو يلعب بمفرده، غالباً ما تسمعه يتكلم ومن الممكن أن يغير الأصوات واللهجة في محاولة لخلق حديث بينه وبين أفراد اللعبة. وهذا يساعد في تطوير مهارات التخيّل لديه، وخلق الأفكار الجديدة والتطوّر من الناحية الإبداعية.
الشعور بالسعادة من دون الحاجة للآخرين: وهنا نتطرّق إلى موضوع مهم. إذا استطاع الطفل أن يمضي وقتاً وهو يلعب بمفرده وأن يكون خلال هذا الوقت سعيداً لا يشعر بالملل، فهذا من شأنه أن ينمّي لديه الشعور بالاستقلالية، وأن يساعده على أن يكون سعيداً في المستقبل بغض النظر عن علاقاته بالآخرين، وذلك يزيد من ثقته بنفسه.
هل يمكن أن يكون الأمر مقلقاً؟
إن لعب الطفل بمفرده لفترات قصيرة في المنزل ليس خطيراً إجمالاً، ولكن إذا لاحظ الوالدان أنه يمضي أوقاتاً طويلة بمفرده ولا يحب اللعب مع الأطفال الآخرين في المدرسة أو في أماكن أخرى، يجب أن يقوموا باستشارة الطبيب النفسي الذي من شأنه أن يكتشف ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة ما في النمو العقلي أو أن ذلك مجرد حالة انطواء عادية، يمكن التعامل معها على أنها غير مرضية، واتباع بعض التقنيات لتحفيز الطفل على التواصل الاجتماعي.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
كيف يمكن علاج السعال عند الأطفال؟
إذا كان طفلكم كثير الحركة...إليكم ما يجب ان تعرفوه!
6 حلول للتعامل مع الطفل كثير الحركة
ما رأيك ؟