التطور المعرفي هو العملية التي يأخذ الدماغ من خلالها المعلومات لـ "صنع المعنى"، وهو شيء يقوم به دماغ الانسان بشكل طبيعي. وبالتالي، الطريقة التي يصنع بها دماغ الطفل المعنى هي من خلال التجربة، والتي تتكون في الغالب من التفاعل مع الأشخاص المهمين في حياته.
هذا يعني أن التعلم اجتماعي، وبالنسبة للأطفال، يتضمن تقليد الأشخاص من حولهم. إذ يوفر تقليد الأهل فرصة مهمة للأطفال لممارسة وإتقان مهارات جديدة. يعمل التقليد أيضاً كأساس لتنمية التعاطف، أو القدرة على تجربة ما يشعر به شخص آخر.
التقليد عند الأطفال
يُظهر الأطفال الرضع عادةً نفس القدرة على التقليد. هي ليس مهارة يتعلمها الأطفال، وإنما هي قدرة يولدون بها. وتأتي قدرة الرضيع على تقليد أفعال بسيطة، مثل إخراج لسانه، من نفس الجزء من الدماغ الذي يسمح للأطفال الصغار بتنمية التعاطف.
في مرحلة لاحقة، ينتبه الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة، لما يفعله الأطفال الآخرون. بحيث ينظر الأطفال الأصغر سناً إلى الأطفال الأكبر سناً. فيما أن الألعاب التي تتضمن التقليد وسمات التفاعل الاجتماعي الأخرى تساعد الأطفال على الشعور بالارتباط الاجتماعي مع الأطفال الآخرين.
وهنا يبدأ الأهل بملاحظة مدى قدرة أطفالهم على التقاط الأشياء من أصدقائهم أو الأطفال الآخرين.
لماذا يعتبر التقليد مهم؟
التقليد مهم لأنه يساعد الأطفال على التعلم. حتى في سن مبكرة جداً، يقلد الأطفال سلوك الوالدين. حيث يقدم سلوك الأهل ومقدمي الرعاية الصحية والتربوية دروساً مهمة للطفل ويترك انطباعات عن العقل النامي. ومع الوقت، يخزن الأطفال في أذهانهم كلاً من الصور الإيجابية والسلبية التي يمكن تقليدها أو اختبارها في وقت لاحق من حياتهم.
ما يمكن للوالدين القيام به؟
- تساعد الحركات البطيئة والمتكررة على استيعاب المعلومات الجديدة. على سبيل المثال، عند الأطفال الرضع، إذا ألقيتم لسانكم أمام الطفل وانتظرتم، فمن المحتمل أن يخرج لسانه نحوكم.
- إصدار أصوات بالفم وسيحاول الطفل تقليدكم، من المفيد أيضاً تكرار الأصوات التي يصدرها الطفل بنفسه.
- استخدام الموسيقى: الغناء، الدف، الطبل، استخدام مفاتيح البيانو، كلها أشياء ممتعة للطفل الأكبر سناً لتجربتها.
- يمكن الضغط على الطاولة أو تصفيق اليدين لمعرفة ما إذا كان الطفل سيقلدكم.
لقراءة المزيد عن تربية الأطفال:
4 نشاطات مسلية للأطفال يمكن تطبيقها في المنزل
ما رأيك ؟