إن تربية الأطفال هي من المهمات الأجمل في الحياة ولكنها تفرض الكثير من المسؤولية على الوالدين لأنهما يكونان مسؤولين عن تقدّم وتطوّر الأطفال من كافة النواحي، وعن صحتهم الجسدية والنفسية وعن بناء شخصياتهم المتوازنة وتحضيرهم لملاقاة المستقبل. ومن أبرز النقاط التي يجب على الأهل أخذها بعين الإعتبار خلال تربية أطفالهم، الوقاية من إصابة ابنهم الأوسط بما يسمى "متلازمة الطفل الأوسط" أو middle child syndrome التي يمكن أن تؤثر على طفلهم لمدى الحياة. فما هي هذه المتلازمة وكيف يمكن معالجتها والوقاية منها؟
متلازمة الطفل الأوسط
في بعض الحالات، يشعر الطفل الأوسط في العائلة بما يشبه قلة الإهتمام من قبل والديه والعائلة المحيطة به، وذلك لأنه لم يحظَ بالوقت ليكون هو الطفل الوحيد الحائز على كامل الإهتمام لأنه أتى بعد المولود الأول الذي يشاركه اهتمام الوالدين منذ ولادته، كما أنه لم يشعر يوماً بأنه الطفل الصغير المدلل بسبب مجيء طفل جديد إلى العائلة من بعده..!
لذلك من الممكن أن يعاني الطفل الأوسط من أزمة في العلاقة مع والديه، وذلك لأن الطفل الأول قد حصل على كامل اهتمامهما، فهو الذي أدخل "كل جديد" إلى حياتهما، منذ الإبتسامة الأولى والبكاء للمرة الأولى والخطوة الأولى والكلمة الأولى وكل الأمور التي يختبرانها للمرة الأولى معه. أما الطفل الجديد فهو الصغير المدلل الذي لا يمكنهما أن يرفضا له طلب، والذي أتى ليأخذ مكان الطفل الأوسط من ناحية الإهتمام.
هذه الحالة إذا حصلت من الممكن أن تولد لدى الطفل الأوسط نزعة نحو التمرّد والإستقلالية والرغبة بتحقيق نفسه وجذب الإهتمام نحوه، ومن الممكن أن يكون ذلك سيفاً ذا حدين، فبعض الأطفال ينحرفون في سن المراهقة نحو سلوكيات لا تُحمَد عقباها في سبيل لفت انتباه الوالدين، ومنهم من يطوّرون مشاعر من الحقد تجاه أفراد عائلتهم الآخرين، ولكن مع بعض المساعدة والمتابعة من الممكن أن تتم الوقاية من هذه المشكلة وعبور المرحلة بسلام، لا بل في ظروف ممتازة.
الوقاية والعلاج
الوقاية من متلازمة الطفل الأوسط تكون من خلال حرص الوالدين على إعطاء نفس القدر من الأهمية لكل من أطفالهما، وعدم إيلاء المزيد من الإهتمام والتشجيع للطفل الأكبر والدلال للطفل الأصغر وإهمال الطفل الأوسط ولو عن غير قصد.
من المهم أن يقوم الأهل بشراء الثياب والألعاب الجديدة للطفل الأوسط وعدم الإكتفاء بإعطائه الأغراض التي كانت لشقيقه الأكبر. ومن المفيد أيضاً الاستماع إلى رأيه وإعطائه كماً من المسؤوليات في العائلة ليشعر بأهميته وفاعليته.
وأيضاً على الأم والأب تنظيم أوقاتهم وأن يضعا ضمن برنامجمها اليومي نشاطات خاصة بكل من الأطفال، ومن ضمنها الخروج في نزهة مع كل منهم والتحدث والحوار وتبادل الآراء معه.
ولكن إذا تطوّرت المشكلة لدى الطفل ولم يكن الوالدان قادران على تصحيح الوضع، يكون الطفل بحاجة إلى المرافقة والمتابعة النفسية وإلى المزيد من الرعاية والإحاطة العائلية والاجتماعية.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
كيف يمكن علاج السعال عند الأطفال؟
ما رأيك ؟