التحرش الجنسي هو ظاهرة منتشرة ومتكررة في مجتمعاتنا، وهذه الحالة المرضية النفسية الإجتماعية هي عادةً عبارة عن صيغة من الكلمات والأفعال غير المرغوب والتي تكون ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح بسبب تهديده وإحساسه بعدم الأمان، فضلاً عن شعوره بالخوف، أو عدم الاحترام، أو الإهانة الدائمة بفعل الإساءة والترهيب الذي يكون قد تعرّض له الفرد.
كيف يرى علم النفس التحرش الجنسي وما مضاعفاته؟
أولاً: يلعب الدافع النفسي دوراً هاماً ورئيسياً في ظاهرة التحرش الجنسي، وذلك يترجم بأن المتحرش يسعى الى تعزيز شعوره بالقوة والسيطرة، وبالتالي زيادة ثقته بنفسه ومنحه الإحساس بالقوة والأهمية، وذلك عن طريق فرض سيطرته باستباحة جسد ضحيته.
ثانياً: تشير معظم الدراسات النفسيّة في موضوع التحرّش أن المستضعفين وسط مجتمعاتهم غالباً ما يلجأون الى ممارسة التحرّش بهدف السيطرة على من يرونه أضعف منهم، ما بيرر أن معظم أهدافهم يكونون عادةً من النساء والأطفال.
ثالثاً: قد يكون التحرّش الجنسي أمر يمرّ في دقائق معدودة، إلا أن آثاره النفسية السيئة على الضحية تكون كبيرة وعلى فترة طويلة، وهي قد تؤدي الى الشعور بالصدمة والإكتئاب. وفي مجمل الحالات تقوم الضحيّة بردّة فعل أوليّة تتمحور حول التفكير في إنكار الواقعة التي حصلت وكأنها لم تحدث، إلا أنها ومع مرور الوقت وتزايد المضاعفات النفسيّة والجسديّة لهذه الحالة، فهي تفقد القدرة على الإنكار لأن الحادث يسيطر بشكل شبه دائم على تفكيرها، لتبدأ بعد ذلك بمواجهة بما حدث.
رابعاً: تترافق مراحل ما بعد التحرّش الجنسيّ بالعديد من الأعراض النفسية والجسدية الواضحة والتي تتمثل بإضطرابات الشهيّة والحزن الزائد والخوف المتواصل والصداع المزمن. وفي الحالات المتطورة وعدم القدرة على تخطّي هذه الظاهرة الخطيرة، قد تلجأ الضحيّة الى الإقدام على الانتحار كوسيلة لإنهاء هذه التجربة السيئة. أما في تجارب أخرى فقد تنجح الشخصيّة التي تمّ الإعتداء عليها بتقبّل ما حدث والتكيّف معه لمواجهته من خلال طلب الدعم والمساعدة.
إليكم المزيد من صحتي عن التحرّش الجنسي وطرق علاجه:
كيف يؤثر التحرش الجنسي على المراهق؟
ما هي طرق علاج ضحايا الإعتداء الجنسي؟
لا تكوني شريكة في الجريمة وتحدّثي عن تعرّضكِ للتحرّش الجنسي من دون تردد!
ما رأيك ؟