كيف يؤثر تعاطي المخدرّات على الصحّة النفسية؟

كيف يؤثر تعاطي المخدرّات على الصحّة النفسية؟

لا يعدّ الحديث عن الصلة بين تعاطي المخدرات والحالة النفسية عند الأشخاص، لا سيما المراهقين والشباب، أمراً جديداً. إذ إن الصحة النفسية تعني الحالة العقلية والعاطفية، وهي تظهر بسبب العديد من المشاكل مثل الإجهاد، القلق، الكآبة والإضطرابات المزاجية.

 

ووفقا لأخصائيّي الصحة العقلية، غالباً ما يتمّ الربط بين المشاكل النفسية وتعاطي المخدرات، وطبعاً نتحدث هنا عن جميع أشكال المخدر سواء الكحول، تدخين السجائر أو الماريجوانا والمخدرات.

 

مشاكل نفسية ناتجة عن الادمان

 

من المرجح أن تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من عدم الإستقرار النفسي العلامات التالية: العصبية، الإجهاد، القلق، الاكتئاب، اليأس والأفكار الانتحارية. وبالتالي، فإن الإصرار على استخدام المخدرات تساعدهم على الشعور بأنهم "طبيعيين" لفترة معينة من الزمن.

 

وقد أظهرت دراسة حديثة أن 20٪ على الأقل من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات لديهم في الحد الأدنى مشكلة نفسية واحدة، مما يدفعهم إلى استخدام هذه المادة مجدداَ إلى حدّ الوصول الى الضرر الاجتماعي، المالي، القانوني، المهني أو البدني.

 

وعلاوة على ذلك، إنّ طلاب المدارس الثانوية الذين يتركون المدرسة قبل سنة التخرج هم أكثر عرضة للشرب، التدخين واستخدام الماريجوانا. وتعتبر هذه الحالة من الآثار الخطيرة على الصحة العامة، لا سيما أن هؤلاء الأشخاص معرضون للفقر بشكل أكبر لعدم تمكنهم من إيجاد وظيفة من دون شهادة جامعية، بالإضافة الى عدم حصولهم على التأمين الطبي لتغطية أي نفقات طبية ضرورية ناشئة عن المشاكل الصحية الناتجة عن استخدام هذه المادة.

 

وهناك عديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى اللجوء إلى هذه المواد المضرة، نذكر منها:

 

- العامل البيولوجي: وهو الاستعداد الجيني لحالة نفسية معينة، بالإضافة الى بعض العوامل البيئية.

- العامل التنموي: تتفاعل العوامل البيولوجية والبيئية مع المراحل التنموية في حياة الشخص، مما يجعل المراهقين أكثر عرضة لتعاطي المخدرات. بالإضافة إلى نمو الدماغ المستمر في المناطق المسؤولة عن صنع القرار، الحكم وضبط النفس، وبالتالي، فإنهم أكثر عرضة الى التورط في المخدرات من الأشخاص الأكبر سناَ.

- العامل البيئي: ويشمل الأصدقاء والأسرة، الوضع الاجتماعي والاقتصادي ونوعية الحياة (البلطجة، الإجهاد، الاعتداء الجنسي، الإساءة الأبوية...)، والتي يمكن أن تدفع بهم بشكل كبير نحو استخدام المخدرات.

 

تدابير وقائية

 

وعلى الرغم من هذه الصلة الحتمية بين استخدام المخدرات أو المواد المدمنة والصحة النفسية، هناك العديد من التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها، بما في ذلك:

- التوعية الأسرية والمدرسية والإجتماعية والإعلامية ضد تعاطي المخدرات.

- مساعدة جيل الشباب على فهم مخاطر تعاطي المخدرات وإساءة استعمالها.

- الإستماع لهم عندما يحاولون التحدث عن مشاكلهم الشخصية.

- توجيههم الى مراكز إعادة التأهيل وتقديم المشورة والدعم لهم.

- إعتماد طرق للحد من مستوى التوتر والقلق التي هي من الأسباب المحتملة لتعاطي المخدرات.

- علاج السبب الذي يقود نحو تعاطي المخدرات.

 

نصيحة: كلما رأيت فرداَ من عائلتك أو أصدقائك أو شخص تعرفه يعاني من تعاطي المخدرات أو من حالة نفسية قد تدفعه نحو ذلك، ينصح بأخذه عند أخصائيين لتحليل حالته ومعالجته بأسرع وقت ممكن.

 

اقرأوا المزيد من المواضيع عن الادمان عبر موقع صحتي:

 

لحماية ابنائك من الادمان، اتبعي هذه النصائح!

علامات نفسية تؤكد إصابة الشخص بالادمان

هذا ما تفعله الافلام الاباحية بالدماغ

‪ما رأيك ؟