يشكّل هذا العصر خطراَ كبيراَ على أطفالنا والمراهقين، من حيث أنهم يواجهون الكثير من الإغراءات في المجتمع، بما في ذلك التدخين والكحول وتعاطي الحشيشة، وذلك بسبب تعرضهم لوسائل الإعلام. في معظم الأحيان، هذه الاستخدامات تتحول إلى إدمان، بدءا من عمر صغير.
و قد أظهرت الدراسات أن لإستخدام الحشيشة العديد من المخاطر على جسم ودماغ الشخص وذلك إرتباطاَ بالعمر الذي بدء فيه تعاطيها. وذلك عدة أسباب، منها:
- دماغ المراهق أكثر عرضة لتأثيرات المخدرات من دماغ الكبار.
- يستمر الدماغ البشري في التطور حتى أوائل العشرينات عند الإناث وأواخر العشرينات عند الذكور، وهي مرحلة تعرف باسم مرحلة النضوج العصبي.
- الحشيشة هي مادة شديدة الذوبان بالدهون، وبالتالي يمكن أن تتراكم بسهولة في الأنسجة الدهنية ومن ثم تنتقل الى أعضاء الجسم مثل الدماغ. وبالتالي، فإن التعرض للحشيشة، ولو بمرات معدودات، قد يحمل آثارا طويلة الأمد على الدماغ.
- التعرض المبكر للحشيشة خلال فترات الضعف قد يؤدي إلى تغيرات مورفولوجية (جسدية ودماغية) دائمة.
- تؤدي الى زيادة خطر الإدمان، والضعف الإدراكي والأمراض الذهانية.
أعراض تناول الحشيشة
وقد أثبتت الدراسات حتى اليوم، أن سن التعاطي المبكر مرتبط بدرجة عالية من الضعف الإدراكي، وزيادة شدة العجز النفسي والاجتماعي والوظيفي، وغيرها من الأعراض الشديدة والتدهور السلوكي، وأقل استجابة لمضادات الذهان. وبصورة محددة، سيؤدي استخدام الحشيشة قبل سن الخامسة عشرة إلى الأعراض التالية:
- تلف الدماغ: الآثار المعرفية مثل ضعف الذاكرة أو الاهتمام بأمور معينة وضعف قدرة التنظيم ودمج المعلومات المعقدة، الارتباك، فقدان الذاكرة، الأوهام، الهلوسة، الإثارة، والتي هي مشابهة جدا لعوارض الذهان. انخفاض درجات الأداء في الاختبارات المصممة لقياس الوظيفة الأمامية / التنفيذية، والعجز في المهام المعرفية بواسطة القشرة الأمامية، وضعف الذاكرة، والانتباه، والسيطرة المثبطة، والوظيفة التنفيذية، وإتخاذ القرارات الصائبة.
- الآثار العصبية: تدهور الوظيفة العصبية والتركيز المستمر.
- الصعوبات التعلمية: يؤثر على التعلم اللفظي، الطلاقة وانخفاض مستويات الذكاء.
- تدهور الحالة النفسية: صعوبة في أداء مهام معينة، إنخفاض ردات الفعل، صعوبة في اتخاذ القرارات.
- الاضطرابات النفسية: وتشمل هذه الحلقات الذهانية الحادة، تفاقم أو انتكاسات بسبب التسمم. وكلما كان عمر بدء تناول المادة مبكر، يتعرض الشخص الى تفاقم شدة الأعراض التالية: القلق والهلوسة والأفكار الاضطهادية، وضعف الذاكرة. هذه الأعراض قد تضاعف من خطر الفصام الشخصي في وقت لاحق في الحياة. ومع ذلك، إذا تم التوقف عن تناول هذه المادة، ستنخفض نسبة تطور الإصابة ب 8٪.
- الذهان: من إعراض هذه الحالة بالارتباك، فقدان الذاكرة، الأوهام، والهلوسة، والقلق، والإثارة، وتتفاقم الأعراض مع صغر سن بدء إستهلاك المادة.
- الانتحار: قد يؤدي تعاطي المخدرات إلى دفع المستهلك للقيام بمحاولات انتحارية، إلا أن بعض العوامل قد تزيد من الخطر، مثل الاضطراب ثنائي القطب الذي لوحظ في كثير من حالات استخدام الحشيشة.
- الاعتماد على المادة: أظهرت الدراسات أن الاعتماد على المادة يقوم على عاملين. الأول هو عمر بداية الاستخدام، حيث أن الأشخاص الذين يبدأون في استهلاكها قبل سن 17 هم في خطر أكبر من الاعتماد عليها من أولئك الذين يبدأون في سن لاحقة (عادة بعد عمر 20 سنة). والثاني سيكون تواتر الاستهلاك، حيث أن تكرر التعاطي لأكثر من مرة في اليوم الواحد تزيد بشكل كبير من خطر الاعتماد عليها. وهذان العاملان مرتبطان بمرحلة نمو دماغ الشخص.
في حال ظهور أي من الأعراض و الحالات التي ذكرت، ننصح الأهل بضرورة التوجه الى أي من المراكز المختصة مثل مؤسسة لمسة في لبنان. https://www.facebook.com/lamsalebanon/
ما رأيك ؟