الثقافة هي أكثر من التميّز العلمي والاطلاع على المعارف ومواكبة العلوم، إنّها نمط حياة يؤثر في كلّ جوانب حياتنا وأفكارنا وإدراكنا وسلوكياتنا. لذا هناك رابط قوّي بين الثقافة والصحّة النفسية، فكلّما كان الشخص مثقفاً إستطاع أن يتعامل مع مشاكله النفسية بوعي أكبر، وسعى الى تشخيصها وتحديد عوارضها وعلاجها، كما أنّه يكون أكثر ثقة بالعلاج النفسي لدى الطبيب المختصّ لإطلاعه على هذا العلم. فإذا كان هناك شخص يعاني من الاكتئاب، وكان يملك الثقافة التي تسمح له بأن يكتشف عمق هذه المشكلة إستطاع أن يجد لها حلّاً قبل فوات الأوان والوصول أحياناً الى الإنعزال عن الآخرين أو حتّى الإنتحار. وتجدر الإشارة الى أنّ الأبحاث الحديثة تؤكد أنّ الأشخاص المثقفين هم أكثر تجاوباً مع العلاج النفسي، ولا يخجلون من طرح مشكلتهم أمام الطبيب والتحدّث عنها صراحة فيما تنتشر ظاهرة الصمت والتغاضي عن المشاكل النفسية بين الفئات الاقلّ ثقافة. فعلم النفس ما زال في العديد من المجتمعات يثير الإرتياب، وتعتبره بعض الجماعات خارجاً عن العلم أو أنّه تدخّل في الخصوصيات، وهذا كلّه يـؤخر العلاج النفسي.
ما رأيك ؟