نظرة الإنسان الذاتية لنفسه تعتبر في نظر أطباء الصحة النفسية، من أهم العوامل التي تحدد الصحة النفسية للإنسان، حيث أن ردة فعل الإنسان للمشاكل التي تواجهه في الحياة تعتمد على نظرة الشخص لذاته. لأنّ محصلة ثقة واحترام الإنسان لنفسه، تؤدي إلى الشعور بالقدرة والكفاءة على العيش مهما كانت الحياة قاسية، وأيضا الشعور بأنه يستحق العيش لأن له دورا في الحياة.
فإن نظرة الإنسان لنفسه هي مفتاح سلوكه في الحياة سواء في السراء أو الضراء، حيث أن غياب الاحترام والتقدير والثقة بالنفس يجعل الإنسان أقل اهتماما بصحته ومظهره. إن معظم السلوك الذي يؤدي لتدهور الصحة البدنية والنفسية للإنسان يعود إلى غياب الثقة والاحترام للذات. فإن الحاجة للتقدير والاحترام من قبل الآخرين والمجتمع، تعتبر حاجة إنسانية أساسية يجب إشباعها من أجل صحة نفسية أفضل.
وحسب رأي الخبراء، إن نظرة الإنسان لذاته لا تأتي مع الإنسان عند ولادته ولا دخل للوراثة أو الجينات فيها، كما وأنها لا يمكن أن تأتي لأسباب لا يستطيع الإنسان التحكم بها مثل المال، أو الجمال أو الوصول لمنصب أو مركز معين. ولكنها تأتي بالتدريج خلال مراحل نمو الإنسان وطبقا للخبرات التي يمر بها في هذه المراحل، وطبقا لهذه الخبرات فإن الإنسان إما أن يتولد لديه شعور إيجابي نحو النفس والذات أو شعور سلبي نحو الذات والنفس.
النظرة السلبية
العنف والإيذاء الجسدي والنفسي للطفل أو حتى التهكم والسخرية من الطفل ووصفه بعدم الكفاءة والنفع، وبأنه لا يصلح لأي شيء، هو بداية تأصل جذور الاستعداد للمرض أو بالأحرى الأمراض النفسية بما فيها العداء للمجتمع وبالتالي الإجرام وسلوك طريق العنف والدخول في دوامة استخدام الكحول والمخدرات.
دور العائلة
العائلة المتماسكة التي يكون فيها الحب والاهتمام والعطف والحنان تؤدي لنمو الطفل بطريقة إيجابية فيما يخص نظرة الطفل لنفسه وللحياة والآخرين. على عكس العائلة المتفسخة والتي يسودها المشاكل والخلافات العائلية خصوصا بين الزوجين، وكذلك يستخدم فيها العنف الجسدي أو اللفظي.
ما رأيك ؟