خاص – موقع صحّتي
د. ساندرا الحاج – متخصصة في الصحة الوقائية الدولية
المناعة عند الاطفال من المواضيع المقلقة بالنسبة للكثير من الاهالي الذين يحاولون تعزيز الجهاز المناعي الخاص بطفلهم بكافة الوسائل الممكنة للوقاية من الامراض والالتهابات. وفي وقت يمكن لبعض الاجراءات ان تكون مفيدة، فهناك سلوكيات أخرى يمكن أن تكون مضرّة بالصحّة. لذا نقدّم لكم هذه المقابلة الخاصة مع الاختصاصية في الصحّة الوقائية الدولية د. ساندرا الحاج، وهي مؤسسة المنظمة العالمية للصحّة الوقائية.
- ما هي الاسباب التي تؤدي الى ضعف الجهاز المناعي خصوصاً في ما يرتبط بالاطفال الذين نراهم يعانون من الامراض والالتهابات بشكل مستمر؟
هناك ٣ انواع من المناعة: طبيعية، تكيفية ومنفعلة. فالمناعة الطبيعية هي التي تولد معنا وتشمل الجلد الذي يحمل الجسم ويمكن أن يتجدّد والاغشية المخاطية أيضاً (الأذن، الحلق، الأنف والفم). أمّا المناعة التكيفية فهي التي يكوّنها جسمنا خلال السنوات، وتصبح أقوى من خلال التعرض لبعض الامراض والحصول على اللقاحات. ومن ناحية المناعة المنفعلة فهي القوة التي يكتسبها جسمنا من حليب الام وانواع اخرى من الطعام. ويكون ضعف الجهاز المناعي لعوامل عدّة تشمل: سوء التغذية، اضطرابات الحساسية، تناول بعض انواع الادوية بالاضافة الى اضطرابات نقص المناعة. ويمرض بعض الاطفال اكثر من غيرهم بسبب تعرّضهم لعوامل خطورة اكثر تسبب المرض مثل تدخين الاهل، البقاء في الحضانة فيما هناك اطفال اخرى مرضى، موسم الشتاء، التعرض للتلوث...
- ما هو دور النظام الغذائي في تعزيز الجهاز المناعي؟ وما هي افضل انواع الاطعمة التي تساعد على تحقيق ذلك؟
التغذية لديها دور أساسي في تعزيز الجهاز المناعي عند الاطفال، وهي تبدأ منذ لحظات الحياة الاولى وخصوصاً من خلال الرضاعة الطبيعية التي تعتبر من اساسيات تقوية الجهاز المناعي. ومن المفضل اعتماد الرضاعة فقط خلال اول ستة اشهر، ثم تستمر الام في الرضاعة لمدة سنتين بالاضافة الى الطعام. فالطفل يجب ان يتناول ٥ حصص من الفواكه والخضار في اليوم الواحد لأنّها غنية بالفيتامينات والمعادن. وهناك خيارات اخرى من الطعام مثل: اللبن الزبادي، المكسرات، اللحوم الخالية من الدهن، البابايا، الكيوي، المانجو، البرتقال، الفراولة، سمك السلمون، السلطعون، مشتقات الحليب، صفار البيض واعتماد نظام غذائي متوازن.
- يتجه الاهل الى استخدام مضادات الالتهاب دون سؤال الطبيب وحتّى دون وجود حمى، فكيف يؤثر ذلك على الجهاز المناعي؟
يمرض الاطفال عادة بسبب التعرض لفيروسات وبكتيريا. وحين يُصاب الطفل بفيروس، يجب ان يحرص الاهل على إمداد طفلهم بالسوائل التي يحتاجها والنظام الغذائي الغني بالفيتامين سي. ونادراً ما يكون هناك حمى ويكون الشفاء ذاتياً. أمّا حين يكون المرض ناتجاً عن بكتيريا، فحرارة الطفل ترتفع ويكون هناك حاجة لمضادات الالتهاب. ولا يجب على الاهل ان يستهينوا باستخدام هذه المضادات في كل مرة لا يشعر طفلهم أنّه بحالة جيدة، فيجب ان يُفحص من قبل الطبيب المختص للتشخيص الدقيق وتحديد العلاج المناسب. فأحياناً يكون العلاج محدوداً باستخدام الرذاذ الانفي المالح ٣ الى ٤ مرات في اليوم. كما يجب ان يفهم الاهل أنّ زيارة الطبيب لا تعني بالضرورة وصف دواء معين.
فالاستخدام المكثف لمضادات الالتهاب في كل ما مرة يوجد فيروس في الجسم لن يكون دون تأثير فقط على المرض ولكن ينتج عنه مقاومة البكتيريا للعلاج ما يصعّب عملية قتلها. ومن جهة اخرى، فإنّ الاستخدام المكثف وغير الضروري لمضادات الالتهاب سيحارب البكتيريا الجيدة في الجسم ما يؤدي الى العدوى بالخميرة الفطرية، وذلك يسبّب المرض ويضعف الجهاز المناعي عند الاطفال. ونضيف الى ذلك، فإنّ مضادات الالتهاب يمكن ان تؤثر سلباً على المواد المغذية الموجودة في جسم الطفل مثل الفيتامين سي وأ، ما يمكن ان يؤدي الى الاسهال وانخفاض كمية الماغنيزيوم والزنك فيضعف الجسم ويصبح غير قادراً على مقاومة المرض.
ما رأيك ؟