بقلم مونيك حلو *
مرض الزهايمر، الذي يشكل خصماً قوياً في سعينا نحو طول العمر، طالما أثار تساؤلات المجتمع الطبي. ولكن ماذا لو كان هناك المزيد لهذا التحدي الإدراكي ممّا نعرفه؟ تعرّفوا معنا على "السكري النوع 3" - مصطلح قد يبدو غير مألوف ولكنه يحمل مفتاح فك رموز الزهايمر. فهذه النظرية الناشئة تقترح وجود ارتباط عميق بين مقاومة الأنسولين في الدماغ وظهور مرض الزهايمر، مما يقدم منظوراً جديداً حول التراجع الإدراكي.
مقاومة الأنسولين في الدماغ: مشغّل لمرض الزهايمر
تشير الدراسات إلى وجود ارتباط كبير بين مقاومة الأنسولين والزهايمر. فتتميز مقاومة الأنسولين، التي تتسم بتقليل استجابة الجسم للأنسولين، بالتهاب مزمن، مما يؤثر على الزهايمر. علاوة على ذلك، تعتبر تشويه إشارات الأنسولين في الدماغ علامة مميزة لدى مرضى الزهايمر، مرتبطة بتدهور الإدراك.
استراتيجيات الوقاية
- التأمل وحساسية الأنسولين: تكشف التجارب السريرية أن التأمل يحسن مستويات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري النوع 2، مما يشير إلى دوره في تعزيز حساسية الأنسولين وجودة الحياة بشكل عام.
- التمارين الرياضية وصحة الدماغ: تعيد النشاط البدني الدور الوظيفي للأنسولين في الدماغ للأفراد الذين يقضون وقتاً طويلاً في الجلوس وقد يقلّل من عوامل خطر السكري. كما أنه يقاوم شيخوخة الدماغ وآفاته المرتبطة مثل الزهايمر.
- النوم وكفاءة الأنسولين: تشير الأبحاث إلى وجود ارتباط قوي بين اضطرابات النوم ومقاومة الأنسولين. ويعدّ النوم الكافي أمراً ضرورياً للحفاظ على كفاءة الأنسولين وتقليل خطر السكري.
أدوات التشخيص: المعرفة هي القوة
- الفحوصات التصويرية للدماغ: تعدّ هذه الفحوصات حاسمة لمراقبة مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة.
- اختبارات التحكم في مستوى السكر في الدم: تقيّم هذه الاختبارات مستوى التحكم بمستوى السكر في الدم على المدى الطويل.
- اختبارات وظيفة الإدراك: تقيّم هذه الاختبارات الذاكرة والتفكير وسرعة معالجة المعلومات.
إرشادات النظام الغذائي: الأطعمة المفضّلة لصحة الدماغ
- الأطعمة التي يجب الاستفادة منها: يجب إدراج السمك الدهني والخضراوات الورقية والتوت في نظامك الغذائي لفوائدها في تعزيز صحة الدماغ.
- الأطعمة التي يجب تجنّبها: يجب تجنّب المشروبات الغازية السكرية والأطعمة المصنعة وتناول الكحول بشكل مفرط للوقاية من مقاومة الأنسولين.
المكمّلات الغذائية: دعم صحة الدماغ
- الأحماض الدهنية أوميغا-3: ضرورية للرفاهية الإدراكية، فإن الأوميغا-3، وخاصة DHA، ضرورية لصحة الدماغ والصحة العقلية من الطفولة المبكرة إلى سن البلوغ.
- فيتامين D: يرتبط مستويات منخفضة من فيتامين D بشكل متسق بالزهايمر والتدهور الإدراكي.
- الكركم (الكركمين): معروف بخصائصه المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، يلعب الكركمين دورًا حيويًا في صحة الدماغ.
- مستخلص الشاي الأخضر: تشير الدراسات إلى إمكانية الشاي الأخضر في تعزيز الذاكرة والانتباه ووظيفة الدماغ بشكل عام.
الطريق نحو مستقبل مشرق
بينما نتنقل عبر تداخل معقد بين الزهايمر ومقاومة الأنسولين، يصبح واضحاً أن رحلتنا نحو الفهم هي أيضاً رحلة نحو التمكين. المعرفة التي نكتسبها اليوم تضيء طريقنا نحو غدٍ أكثر صحة. لنكن ليس مجرد مشاهدين في هذا القتال ضد التراجع الإدراكي؛ دعونا نكون مشاركين فعّالين. من خلال اعتماد خيارات نمط حياة مدروسة وتعزيز الوعي المجتمعي، يمكننا المضي قدماً بشكل جماعي نحو مستقبل لا يُعتبر فيه الزهايمر جانباً غامضاً في حياتنا بل تحدّياً نحن مجهزون لمواجهته.
* نبذة عن المدرّبة مونيك حلو:
مونيك حلو هي مدرّبة متخصّصة في الصحّة التكاملية وأخصائية تغذية شاملة، حاصلة على درجة الماجيستر في الصحّة العامة. بدأت رحلتها الشخصية في العام 2001 بخسارة كبيرة، فقد أشعلت وفاة والدها الناجمة عن خطأ طبيّ شغفها بالطبّ الوقائي، ما دفعها الى استكشاف الروابط المعقّدة والمتشابكة ما بين التغذية وصحّة العقل والجسد والروح.
بصفتها الشريكة المديرة لشركة "بالانس بوست" في دبي، تقود مونيك تطوير حلول صحية مبتكرة، بما في ذلك تطبيق صحة متكاملة متطور. وتمتد خبرتها إلى تأليف العديد من الكتب حول صحة الدماغ ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، مما يوفر رؤى قيمة حول الحفاظ على الصحة الشاملة.
يمكنكم متابعتها عبر موقعها أو مواقع التواصل الاجتماعي: فايسبوك، ثريدز، لينكد ان.
اطرحوا اسئلتكم حول الأعراض التي تلاحظونها او الأمراض التي تعانون منها على أخصائيين عبر ٳستشارة أونلاين من خلال الدخول الى www.sohatidoc.com وحجز الموعد المناسب لكم مع الطبيب الذي تختارونه.
تابعوا المزيد من المواضيع حول الزهايمر عبر موقع صحتي:
هل يمكن الشفاء من مرض الزهايمر؟
ما رأيك ؟