التربية الجنسية تبدأ من الأب والأم!

هناك تراكم معرفي خاطئ توارثناه عبر الأجيال، أن من العيب الشديد التكلم مع الطفل في أي موضوع يتعلق بالحياة الجنسية أو في أي أمر يتعلق بهذه الموضوعات الشائكة، وهو أمر خاطئ وغير سليم بل هو ضار بشدة ويضر الطفل في الكبر بشدة وهو ما يفسر ظواهر الكبت الجنسي المنتشر. والخطأ يكمن في التربية وكيفية التعامل مع عقلية الطفل منذ الصغر. فمتى الوقت الأمثل؟ وكيف يتم التعامل مع الأمر؟.

موضوع مهمّ عند الأولاد

الطفل هو عجينة يمكن للإنسان تشكيلها بشكل رائع، ولكن المحاذير غير المنطقية هي ما تجعلنا نفرز طفلا مليئا بالصراعات والأزمات النفسية والجنسية.  وهناك حقيقة طبية تؤكد أن إحساس وشعور الطفل جنسيا وإحساسه بالذكورية أو إحساسها بالأنثوية يبدأ بمجرد بلوغ الثالثة من العمر وحتى سن الرابعة، لذا يجب أن يجهز الأب والأم نفسيهما لكي يتعاملا مع هذا الطفل ويوصلا له ما معنى الحياة الجنسية حسب عمره بالطبع.

ولذا يجب على الطبيب المختص أن يساعد الوالدين على ما يقال للطفل وما لا يقال فى تلك السن، وأن الطفل يجب أن نوعّيه جنسيا مثلما نعلمه كيف يأكل وكيف يشرب ويلعب. فلا فرق هنا، ونعلمه كيف يحمي نفسه من الغرباء ويحافظ على أعضائه الخاصة، لأنها مثل الأشياء الخاصة لا يلمسها أحد.

تبدأ التربية الجنسية باختيار الشريك المناسب والزواج منه لتأسيس أسرة قوية وصالحة. والحياة الجنسية الصالحة بين الأب والأم تساهم في وجود تربية جنسية سليمة للأطفال وتبدأ توعية الطفل ببعض الأمور من سن سنتين.

التهرب من الأسئلة

مهما كان سن الولد صغيرًا أو كبيرًا، ومهما كانت دلالة السؤال أو فحواه، لا يجب التهرب، لأن ذلك يشعر الأبناء أن ميدان الجنس ميدان مخيف، فتتولد لديه مشاعر القلق والاضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض بالكبت، وقد يتعدى الأمر بالتأثير على نظرته إلى الجنس الآخر. وللكبت نتائج أخرى كثيرة منها تأجيج الفضول الجنسي ليتحول الصغير إلى مفتش عن الأمور الغامضة، يبحث عن إجاباته في كل حديث، في كل مجلة. وإذا واجهه الفشل في الوصول إلى إجابات مقنعة يفقد الصغير ثقته في قدرته العقلية، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل رغبة المعرفة لديه فيلجأ إلى اللامبالاة المعرفية.