اذا كنتِ تساعدين طفلكِ بشكل دائم... تنبّهي الى أضرار هذا السلوك!
الخميس 27 أغسطس 2020
إذا كانت القسوة والتعنيف وقلة الإهتمام بالطفل هي من العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على نفسيته وتجعله عدوانياً وعنيفاً فاقداً للثقة بالنفس وبالآخرين، فإنه وفي المقلب الآخر، فرط الدلال وتلبية جميع رغبات الطفل ومساعدته في كل أعماله لا بل القيام بهذه الأعمال بدلاً منه، كل ذلك له تأثيرات سلبية موازية للتعنيف والقسوة. فكيف يمكن التعامل مع الطفل ليحظى بشخصية متوازنة؟
الطفل الاتكالي: هو الطفل الذي يفضل أن لا يقوم بأي شيء بنفسه بل إنه يطلب من الآخرين وخاصة والديه مساعدته في كل شيء مع العلم أنه قادر على القيام بتلك الأمور، كأن يطلب من والدته مثلاً مرافقته إلى الحمام أو مساعدته في تناول الطعام أو حل المسائل الحسابية عنه مثلاً أو تركيب اللعبة، كما أن هذا الطفل يترك ألعابه مبعثرة بعد انتهائه من اللعب، يطلب من أحد إخوته حمل حقيبته المدرسية أو مساعدته في أي من الأمور التي من المفترض أن يقوم بها بنفسه.
أسباب الاتكالية عند الطفل: السبب الأساسي للإتكالية عند الطفل هو الدلال الزائد والقيام بالأعمال بدلاً عنه وعدم السماح له ببذل أي مجهود. كما وإن التوبيخ المستمر للطفل عند القيام بأي أمر ينتج عنه عدم الرغبة بالعمل حتى لا يسمع الانتقادات فيساهم في زيادة الاتكالية لديه، وعدم تركه يذاكر بمفرده وتقديم الطعام والماء إليه وتنظيم ألعابه من دون جعله يشارك في هذه العملية، كلها أمور توحي للطفل أن باستطاعته أن لا يقوم بأي شيء وأنه الآمر الناهي في المنزل، خاصة إذا كان الوالد أو الإخوة الآخرين اتكاليوم بدورهم فيتعلم منهم ذلك.
التعامل مع الطفل الإتكالي: على الوالدين أن يجمعا في أسلوب التربية ما بين القسوة والحزم من ناحية والحنان والعاطفة من ناحية أخرى، أي أن يطلبا من الطفل القيام بأموره الخاصة بنفسه على أن يقدما يد المساعدة له إذا احتاج، ومن المهم أيضاً أن يركزا على مدحه وإطرائه عند القيام بأمر جيد. كما أن طريقة الطلب من الطفل تحدث فرقاً كبيراً، فبدل أسلوب الأمر أي "إفعل ذلك ولا تفعل ذاك" يمكن للأم أن تقول للطفل "ما رأيك أن تقوم بهذا العمل فهو جيد لك"، ومن الضروري أيضاً أن تبتعد عن السخرية والانتقاد بل توجّه إليه الملاحظات بحكمة وحزم.