تجنّبوا الصراخ على الأطفال فتأثيراته السلبية كثيرة!
الخميس، 21 مايو 2020
لا شك أن تربية الأطفال هي مهمة تتطلب الكثير من الصبر والتفهّم والحب والمرونة، فالتعامل السليم مع الطفل يساعد في تنشئته وبناء شخصيته السليمة والمتوازنة، بينما ارتكاب الأخطاء التربوية من شأنه أن يتسبب بتأثيرات سلبية قد ترافق الشخص طوال حياته. وفي ما يلي سوف نتناول معكم موضوع الصراخ على الطفل ومخاطره على حالته النفسية.
ما الداعي إلى الصراخ؟
أحياناً قد تؤدي تصرفات الطفل والسلوكيات التي يعتمدها إلى فقدان الأم لرباطة جأشها، وقد يصل غضبها إلى درجة عالية جداً متبدأ بالصراخ الشديد في وجه طفلها بهدف إفهامه ما تريد أن تقوله له وجعله ينفّذ ما تطلبه منه، أو حتى يتوقّف عن التصرّف بالطريقة التي لا تريدها والدته. وهذه الحالة من التوتّر والعصبية وردّات الفعل العنيفة قد يصاب بها الوالد أيضاً، وقد يتوجّه هو أيضاً إلى الصراخ بشدة في وجه طفله لهذه الأسباب أو لغيرها.
فالصراخ هو طريقة غريزية، تلقائية للتعبير عن شعور الشخص بالمشاعر السلبية مثل الحزن أو الألم أو الغضب، كما أن الوالدان يستعملانها كوسيلة لجذب انتباه الطفل، ويرفعان نبرة الصوت لجعل الطفل يسمع الرسالة التي يودان إيصالها له بهدف إفهامه ما يريدان، خاصة اذا كان الطفل بدوره يمر في نوبة غضب وصراخ في المقابل. ولكن لا شك ايضاً أن للصراخ في وجه الطفل العديد من التأثيرات السلبية التي نعددها لكم في السطور التالية.
تدنّي مستوى الثقة بالنفس
الصراخ والتعنيف الكلامي والتأنيب هي من العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على ثقة الطفل بنفسه، فهو في هذه الحالة يشعر بأنه لا يحصل على التقدير والاهتمام والحب من قبل والديه، وقلة الثقة بالنفس هذه من شأنها أن ترافقه حتى المراهقة والشباب والبلوغ، فتشمل تأثيراتها الحياة العملية والزوجية والاجتماعية إذا لم يتم علاج هذه الحالة.
تطوّر الدماغ
التأديب القاسي وخاصة الصراخ والتعنيف اللفظي هما وبحسب العديد من الدراسات التي تتمحور حول علم النفس له الكثير من التأثيرات السلبية على الطريقة التي ينمو بها الدماغ، وذلك لأن المخ يعمل على معالجة المعلومات السلبية بشكل أسرع من المعلومات الإيجابية، لذلك فإن المناطق المسؤولة عن معالجة الأصوات واللغة يكون نموّها وتطوّرها بطيئاً نسبياً عند الطفل الذي يتعرّض إلى هذا النوع القاسي من التأديب.
العدوانية والمشاكل السلوكية
لقد أشارت الدراسات العلمية أيضاً إلى أن التأنيب القاسي والصراخ في وجه الطفل يثير لديه مشاعر الخوف المستمر، وهذا من شأنه أن يزيد من السلوكيات العدوانية عند الطفل ما يزيد من صعوبة توجيهه وتصويب سلوكياته، وذلك يدخله مع الأهل في دوامة مفرغة، ما بين التأنيب والعدوانية. فكلما زاد الصراخ وارتفع صوته، كلما أثار ذلك عند الطفل المزيد من التوتّر والعصبية ودفعه إلى التعبير عن خوفه من خلال التصرفات العدواني تجاه كل المحيطين به.
اكتئاب الأطفال
وبحسب الدراسات العلمية، إن الأطفال الذين يعيشون طفولتهم في أجواء متوتّرة ويتعرّضون إلى هذا النوع من التأديب القاسي، يكونون أكثر عرضة إلى الإصابة بالاكتئاب في حياتهم المستقبلية، كما أن بعضهم قد يميل إلى الانحراف أو الإدمان أو غير ذلك من المشاكل النفسية والاجتماعية.
المزيد حول تربية الأطفال في هذه الروابط:
لمنح طفلكِ السعادة... 4 خطوات إعتمديها من دون تردد!
العدوانية وقلة الثقة بالنفس... نتائج القسوة على الأطفال
ما هي أسباب القلق النفسي عند الطفل؟ وهل يمكن حمايته منها؟