كيف يمكن تصويب سلوكيات الطفل في عمر السنتين؟
الجمعة، 20 مارس 2020
منذ بلوغه السنتين من العمر، يبدأ الطفل بتكوين شخصيته والاستقلال عن والديه بشكل أو بآخر، يريد أن يقوم بالأمور الخاصة به بمفرده، كأن يتناول الطعام أو أن يسير أو يركض أو يلعب من دون مساعدة، ولكنه ما زال لا يعرف ما هي السلوكيات التي يمكن أن تشكل خطراً عليه ولا يعرف بعد التفريق بين التصرفات الصحيحة والتصرفات الخاطئة. فكيف يمكن للأم التعامل مع أخطاء طفلها أو طفلتها في عمر السنتين؟
لماذا يخطئ الطفل في عمر السنتين؟
كما ذكرنا، في هذه المرحلة العمرية لا يمكن للطفل أن يعرف الفرق بين الخطأ والصواب، كما أنه لا يعرف بعد معنى كلمة "لا" ولا يستطيع أن يفهم أسباب رفض أمه لبعض تصرفاته، ولم يصل بعد إلى مرحلة يستطيع فيها أن يقدّر عواقب بعض التصرفات الخطيرة التي يمكن أن يقوم بها وأن تؤدي إلى أذيته مثل الوقوف في أماكن عالية أو لمس الأدوات الحادة أو الكهربائية وما إلى ذلك، كما أنه لا يعرف بعد ما معنى "أن يسبب إزعاجاً" للآخرين، ولا يعرف أنه لا يستطيع أن يأكل كميات كبيرة من السكر أو أن الطعام الذي يسقط على الأرضية يصبح ملوّثاً ويمكن أن يسبب له التسمم إذا تناوله. كل هذه أمثلة عن التصرفات التي يمكن أن يقوم بها الطفل وهي تثير غضب أمه مما يدفع بهذه الأخيرة في بعض الأوقات إلى توبيخه أو عقابه.
ولكن هل طفلك في عمر السنتين قادر أن يستوعب مبدأ العقاب، وهل هو سيدرك أنك تعاقبينه "لصالحه"...؟ الجواب هو كلا... طفلك في هذا السن سوف يشعر فقط أنه حزين وغاضب وسوف يعبّر عن ذلك بالبكاء، ولكنه لن يتعلم السلوك الصحيح من خلال العقاب. فكيف يمكنك التصرف معه في هذه الحالة؟
كيفية التصرّف معه
في المقام الأول، يجب أن تعرفي أن طفلك في هذا العمر يقلّد تصرفاتك وكلامك، لذلك ابتعدي عن الصراخ والتأنيب والضرب معه ومع أشقائه حتى لا يقوم هو بالأمور نفسها مع الآخرين، كما أن الطفل إذا شعر أن أشقاءه يتلقون العقاب لأمر ما، سوف يؤثر ذلك على قدرته على بناء شخصيته لأنه سيشعر بالتهديد من دون أن يفهم ما هو التصرف الخاطئ الذي قام به شقيقه أو شقيقته، ما يمكن أن يولد لديه الخوف ويحد من حركته ويدفع ببعض الأطفال إلى الانعزال.
عند ارتكابه أي من الأخطاء التي ذكرناها سابقاً حاولي أن تتحاوري معه بطريقة مبسّطة تتلاقى مع قدرته على الفهم والاستيعاب، وإذا أردت ثنيه عن القيام بشيء ما، يمكنك أن تقترحي عليه اللعب سوياً بلعبته المفضلة، وهذا سوف ينسيه ما كان يريد أن يقوم به.
من الضروري أن تبتعدي عن اسلوب الأمر والنهي مع الطفل في هذا العمر لأنه لن يستجيب بهذه الطريقة، فحاولي إيصال الأفكار له بأسلوب لطيف ومحبَّب، وسوف تلاحظين مع مرور الوقت أنه سوف يبدأ باستيعاب الأمور كما تريدين.
وعندما يبدأ بالغضب والصراخ حاولي أن تهدئي من روعه من خلال التعامل معه بحب وعطف، ولكن كوني حازمة بما يخص التصرف الخائ الذي يريد القيام به، وحاولي إلهاءه بشيء آخر.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
كيف يمكن علاج السعال عند الأطفال؟
إذا كان طفلكم كثير الحركة...إليكم ما يجب ان تعرفوه!
6 حلول للتعامل مع الطفل كثير الحركة