إن كان المراهق قليل التهذيب كونوا له القدوة الصالحة
الثلاثاء، 20 أغسطس 2019
إذا كنتم من الأهل الذين بدؤوا يشعرون بالصدمة والإستغراب أمام الطريقة التي يعبّر بها أبناؤهم المراهقون ويتكلمون بها معهم ويعتبرونها بعيدة كل البعد عن التهذيب وعن الأسس التي حاولوا تركيزها في تربيتهم، فإن السطور التالية سوف تشرح لكم الأسباب التي أوصلت أباءكم إلى هذه التصرفات، وتقدّم لكم بعض النصائح المفيدة للتعامل معهم.
تغيّرات المراهقة
في هذه المرحلة العمرية، تستجد العديد من التغيرات على المراهق، ونعني بذلك التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية، وهو يعاني من العديد من الأزمات الجديدة وفي ذهنه ألف سؤال وسؤال عن الوجود والحقيقة والمعتقدات والدين والعلاقات الإنسانية، يكون ثائراً على التقاليد وعلى القوانين وعلى السلطة، يبحث عن هويته الخاصة، يطالب بحريته واستقلاليته ويعبّر عن آرائه بقوة.
ردّات فعل الأهل على هذه التغيّرات
الوالدان في هذه المرحلة إذا كانا لم يستوعبا بعد هذه التغيّرات، فهما إذاً يعتبران أن ابنهما المراهق لم يصبح بعد أهلاً لتحمّل مسؤوليته الخاصة، وهذا ما يجعله يثور أكثر ويطالب بحريته بشراسة أكبر.
هو الآن يشعر أنه قادر على الرد على والديه بالطريقة التي يريد لأنه أصبح حراً في استعمال أي مفردات يريد، ومن المراهقين من لا يتوانى عن استعمال الألفاظ غير المهذبة مع والديه في محاولة منه لإثبات قوته كما أنه ممكن أن يبدأ بإظهار عدم الإحترام، فهو من الممكن أن يرفع صوته بوجه والديه أو أن يتحدّاهما وغير ذلك من التصرفات التي تعبّر عن قلة الإحترام.
كيفية التصرّف في هذه الحالة
النقطة الأولى والأساسية هي الحفاظ على هدوء الأعصاب من قبل الوالدين، فالعصبية من شأنها أن تزيد المشكلة وتجعل مواجهة تمرّد المراهق مهمة أصعب، لأنها سوف تعطي المراهق عذراً أكبر للتماذي في قلة التهذيب.
وأيضاً على الوالدين أن يبتعدا عن توجيه الإنتقادات والإهانات للمراهق، فهذه الأمور من شأنها أن تزيد الشرخ بين الطرفين، ومن الضروري أن يحافظا على مستوى راقِ في الحديث مع المراهق لأنهما بالهدوء سوف يتمكنان من إيصال أفكارهما بوضوح إليه، وأن يكونا بمثابة مثال أعلى له في فن التواصل.
الحفاظ على علاقة الصداقة المبنية على الحوار هو من الخطوات الأساسية أيضاً التي تساعد على تخفيف التوتّر بين المراهق ووالديه، فثورته آتية من حاجته إلى التعبير عن نفسه، ولكنه لم يصل بعد إلى المرحلة التي سيصبح خلالها قادراً على إيصال أفكاره بوضوح وبهدوء. لذلك فإن الإستماع إليه باهتمام من قبل والديه سوف يسهّل عليه التعبير عن أفكاره من دون اللجوء إلى التعابير غير المهذبة.
عقاب المراهق
في بعض الأحيان يكون من الضروري من الممكن أن يجد الوالدان نفسيهما أمام حائط مسدود، حيث لا مفر من القصاص. ولكن في هذه الحالة من الضروري أن يكون القصاص تربوياً بعيداً كل البعد عن التعنيف وعن قلة الإحترام، مثل جعل المراهق يجلس في غرفته لوحده ليفكر بما قام به ويكتشف أخطاءه وذلك بعد جلسة الحوار مع والديه، كما يمكن أيضاً أن يُمنع من الخروج حتى يقرر الإمتناع عن إظهار قلة التهذيب والإحترام لوالديه، ويعيد النظر في سلوكياته. من الممكن أن يتضمّن العقاب المشاركة في الأعمال المنزلية إذا كان المراهق لا يساعد أصلاً في هذه الأعمال، فذلك يساعده على فهم مبدأ المشاركة والتعاون في المنزل والأسرة. ولكن من الضروري أن لا يطال العقاب الأمور الأساسية في حياته، مثل حرمانه من الطعام أو من المصروف.
المزيد حول سن المراهقة في هذه الروابط:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟