5 مراحل تحدّد مسيرة النمو النفسي عند الطفل

ينمو الطّفل نفسياً نتيجة لمروره بعدّة تغيّراتٍ متتابعة ومترابطة خلال فتراتٍ عدّة من حياته، بغرض الوصول إلى اكتمال عمليّة النضج.

هذا النموّ النفسي عند الطّفل هو عبارةٌ عن التّفاعل الذي يحدث بين الجانب العضوي والبيولوجي من جهة، وبين بيئته المادية وعالمه الخارجي والاجتماعي والنفسي من جهة أخرى. نعدّد في هذا الموضوع من موقع صحتي مسيرة النموّ النفسي عند الطّفل من لحظة ولادته إلى حدّ بلوغه النّضج.

المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل الولادة

يبدأ عمر الطّفل منذ اللحظة التي بدأ يتكوّن في رحم أمّه، حيث أنّه نموّه النفسي في هذه المرحلة بالذات يتأثّر بشكلٍ مباشر بحالة الأمّ النفسيّة خلال فترة الحمل.

فالحامل التي تكون حالتها النفسيّة جيّدة تؤثّر على طفلها عن طريق تميّزه بالهدوء بشكلٍ عام وتمتّعه بفترات نومٍ معتدلة ومستقرّة مقارنة مع الطّفل الذي واجهت أمّه مشاكل نفسيّة خلال فترة الحمل.

المرحلة الثانية: الطفل حديث الولادة

تمتدّ هذه المرحلة من لحظة ولادة الطّفل إلى حين بدئه بالمشي ويُمكن أن تستمرّ لعامين.

يكون الطّفل شديد التعلّق بوالدته بينما معاناته من فقدان والدته في هذه المرحلة بالذات تؤثّر عليه سلباً على صعيد النفسيّة وقد تجعل منه شخصاً خطيراً في المستقبل مُصاباً بمشاكل نفسيّة عدّة؛ إذ أنّ ترك الطّفل لفتراتٍ طويلةٍ من دون احتواء احتياجاته يورثه طباعاً خطيرة في المستقبل.

المرحلة الثالثة: الطّفولة المبكرة

تمتدّ هذه المرحلة من عامين وحتى 6 أعوام، ويبدأ الطفل خلالها بمحاولة الاعتماد على نفسه حيث يبدأ بالتعبير عن كلّ ما يشعر ويفكّر به ويُحاول الوصول إلى ما يريد باستخدام حواسه.

في هذه المرحلة أيضاً، نُلاحظ أنّ الطّفل يبدأ في رفض الأشياء ويتقبّل أخرى كما أنّه يلجأ للبكاء بهدف الوصول إلى ما يُريد. وتتميّز هذه المرحلة بسرعة التطوّر الفكري والجسدي لدى الطفل.

وتُعتبر هذه الفترة كالتّربة الخصبة؛ إذ أنّ ما يُغرَس في الطّفل في هذه المرحلة ينمو حتماً وفي هذا السياق يلعب العامِل النفسي دوراً أساسياً لأنّ الطّفل تتحدّد لديه طبيعة التفاعل تجاه المجتمع الأصغر وهو الأسرة، والمجتمع الأكبر خارج المنزل.

المرحلة الرابعة: مرحلة الطفولة المتوسّطة

تبدأ من السابعة وحتى عمر المراهقة الذي يختلف وفق الطّبيعة الفيسيولوجيّة للطفل، وفي هذه المرحلة يُمكن تحديد طبيعته أي إذا كان عنيداً أو سريع الغضب أو حنوناً أو ضعيفاً.

وفي خواتم هذه المرحلة، يبحث الطّفل عن الاستقلال الذّاتي والثّقة واكتشاف قدراته بنفسه، لذلك تُعتبر الأهمّ من ناحية التأثير النفسي إذ أنّها أكثر المراحل التي تنعكس التجارب فيها على المراحل الأخرى وهذا يُساهم في نموّ الطّفل النفسي.

المرحلة الأخيرة: الطفولة المتأخّرة

هذه الفترة تسبق البلوغ وتُعدّ أكثر مراحل النموّ النفسي صعوبةً وتعقيداً ولكنّ حلّ المشاكل في هذه الفترة يكون أسهل بكثير إذا كان قد تمّ الاهتمام بالطفل من الناحية النفسيّة كما يجب في المراحل السابقة.

وأكثر ما يحتاجه الطّفل الذي بلغ هذه المرحلة الشّعور بالثقة من والديه لأنّه إذا لم يجدها بين أفراد عائلته فسيبحث عنها في أماكن أخرى وهذا قد يكون خطيراً.

هذه المراحل الـ5 تختلف من طفلٍ إلى آخر باختلاف ردّة الفعل النفسيّة نحو التغيّرات المحيطة به.

إليكم المزيد من موقع صحتي عن حاجات الطفل النفسية:

هذه العوامل النفسية يحتاجها طفلك لينمو بشكل مثالي!

6 مراحل لنمو طفلك نفسياً... تابعيه خلالها!

هذه العوامل كفيلة بمنح طفلكم الامان العاطفي لنموه الصحي والإجتماعي!