كيف تشرحون قرار الانفصال لاطفالكم؟
الثلاثاء، 14 فبراير 2017
قد يكون الطلاق القرار الامثل لحلّ المشاكل الزوجية الحادة والمستمرة، ولكن قد تنتهي مشكلة الزوجين وتبدأ معاناة الاطفال النفسية. لكن الأبحاث الاجتماعية اكدت أن الأطفال من الممكن أن يجتازوا مرحلة انفصال الوالدين ويصبحوا سعداء أكثر مما كانوا عليه قبل الطلاق، اذا ما تمّ بطريقة صحية وتربوية.
فكيف يمكن التعامل مع الاطفال بعد الانفصال؟
هناك قواعد اساسية لا يجب تجاهلها او التخلي عنها. اذ يجب معرفة شعور الطفل جيدًا لتقديم المساندة والدعم المناسبين له، فلا ذنب له في حدوث الطلاق. كما ان من حق الطفل أن يحتفظ بصورة نقية او ايجابية عن اقرب الاشخاص اليه، أكان الام او الاب، حتى ينمو بشكل سليم. ويجب أن يتذكّر الأبوان أن الانفصال تمّ بينهما وليس بين الأبناء وأحد الأبوين، وبالتالي فالكلام السلبي عن الطرف الآخر سيكون له أثر عكسي. كما من حق الإخوة أن يعيشوا معًا، ويمكن فصلهم في سن المراهقة، ولكن يجب أن يكون ذلك وفق رغبتهم.
كيف يمكن ابلاغ الطفل بقرار الانفصال؟
ان إبلاغ الطفل بالقرار من اهم الامور وادقها واكثر حساسية. وينصح هنا أن يقوم الوالدان معًا بإبلاغ الطفل بالقرار، وأن ينقلا له أن هذا القرار هو قرارهما معًا، لمصلحته ومصلحة العائلة. ويجب مناقشة الامر مع الطفل اكثر من مرة، حتى يتفهمه ويتم استيعابه بشكل جيد، والاستماع اليه والى هواجسه ومخاوفه ومحاولة تذليلها. من هنا يجب الحرص على اختيار الكلمات المناسبة والمدروسة خلال الحديث مع الطفل، وتجنّب أي إشارة إلى ذنب أو مسؤولية احد الطرفين عن قرار الطلاق، واقناع الطفل بانه ليس مسؤولا عن ذلك ايضا. كما يجب التحدث معه حول التغييرات التي ستطرأ على حياته، بشكل واضح وتفصيلي، ولاسيما اين ومع من سيعيش، وكيف يستطيع رؤية اباه او امه.
كيف يمكن دعم الطفل؟
بالرغم من انشغال الوالدين بالطلاق والتغيير، الا انه يجب ايجاد الوقت للطفل، وتمضيته سويا كعائلة، والتعبير له عن الحب، ولاسيما من قبل الطرف غير الحاضن. فعدم رؤية الطرف غير الحاضن للطفل بشكل مستمر او الاتصال به، قد تتسبب بمشاعر قلق وغربة ناحيته، لذلك فالزيارات المتعددة وإن قصرت، أفضل من الزيارة الواحدة الطويلة في الأسبوع، لتعويض الطفل عن عدم العيش معه. ويجب الحذر من استخدام الطفل كوسيط او جاسوس بينكما، او البوح للاطفال بمشاعركما تجاه الاخر، فهذا قد يشكل عبئًا نفسيًّا عليهم.
كما لا يجوز استخدام الطفل للانتقام من الطرف الآخر بأي صورة، لانه سيكون هو المتضرر الاكبر. ومن الضروري أن يكون هناك تواصل بين الوالدين بانتظام لمناقشة القرارات التي تخص الطفل، ومراقبة سلوكه دائمًا، أما إذا حال الخلاف بينهما دون ذلك، أو تعقدت حالة الطفل وزاد سلوكه العدواني فيجب اللجوء إلى متخصص لاستشارته ومتابعة تطوّر سلوكيات الطفل.
اليكم كيفية تربية الاطفال عبر موقع صحتي:
٥ قواعد لا غنى عنها في تربية الأطفال