وجود توأم في الأسرة، معناه مضاعفة مسؤولية الوالدين، بسبب وجود ضرورة حتمية للعمل المزدوج التربوي. فكل شيء تقوم به الأسرة لابد أن تقوم به لطفلين، فالتغذية لطفلين والعناية بالنظافة لطفلين. وتحتاج الأم في كثير من الحالات إلى من يعينها على تخطّي الأشهر الأولى أو السنة الأولى، التي تكاد تكون أحرج الأوقات. ويبدو الأمر أكثر صعوبة إذا كان التوأم ما زال في عمر صغير، خصوصًا في الأيام الأولى حيث يسيطر الإرباك على الأم، بالإضافة إلى نقص الخبرة. ولكن مع مرور الأيام تستطيع الأم أن توجد نظاماً خاصًا في التعامل مع الصغار الجدد. ولكن كيف تكون تربية التوأم؟.
تحقيق التشابه
الكثير من الآباء يعملون على تحقيق التشابه بين التوأمين إلى أقصى مدى وهذا خطأ. وقد أكد علماء النفس أن هذا الأمر قد يبدو لوناً من التسلية والترفيه، غير أن الأمر أهم من ذلك بكثير. فقد يؤثر تأثيراً سيئاً للغاية في مستقبل الطفلين. كما أن الأبحاث التي أجريت على التوائم الكبار وتعقب حياتهم منذ الطفولة المبكرة أسفرت عن إمكانية إستمرار التشابه في إرتداء الملابس مثلاً حتى سن الثالثة، لكن إستمرار التشابه بعد ذلك يشكل خطراً على الشخصية، بعد أن تنمو في كل منهما عادة لفت الأنظار بالتشابه الكامل.
كما أنّ تربية الطفلين التوأمين بإعتبارهما شخصًا واحدًا تنطوي على المخاطرة بنمو الشخصية. وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت على عدد كبير من التوائم، أن التوأمين اللذين تقتضي ظروف الحياة التفرقة بينهما في الكبر كالزواج أو العمل، يواجه كل منهما مصاعب شديدة في حياتهم بسب إعتماده على الآخر.
نصائح أساسية
ينصح العلماء كل أم لطفلين توأمين تجنبًا لمشاكل المستقبل، بأن تبتعد عن إطلاق الأسماء القريبة من بعضها في النطق، تبتعد بهما دائمًا عن التشابه في الملابس وأن تترك لكل منهما حرية إختيار لعبته وهوايته وأن تشجعه على ذلك. وعوّدي توأمك منذ البداية أن تكون لهما رغبات مختلفة وطموحات متباينة.
الكثير من الأمهات يضعن التوأم في سرير واحد، والتوائم المتشابه الجنس قد لا تنفصل عن بعضها عند النوم حتى سنين متأخرة، والأصح أن يكون لكل منهما سريره منذ البداية. وهذا له أثر نفسي مهم، فبكاء الطفل في سريره يجر إلى بكاء الأخر إذا كانا سويا، أما إذا كانا منفصلين فإن الحالة تخف.
ما رأيك ؟