من المعروف ازدياد احتمالات إنجاب طفل مصاب بتشوّهات خلقية لدى النساء الأكبر نسبيّاً في السنّ، مثل متلازمة داون المنغولية، أو متلازمة إدوارد، أو متلازمة باتو. والإحصاءات تشير الى أن فرصة إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي ترتفع عند النساء اللواتي تخطّين سنّ الـ 35. عدا عن ذلك، فانّ تأخر سنّ الانجاب، له تأثيراته أيضاً على صحّة الأطفال الطبيعييّن الذين يولدون من دون اعاقة.
مشاكل صحيّة مرتبطة بسنّ الانجاب
أظهرت دراسة أمريكيّة أن مجموعة واسعة من الاضطرابات والمشاكل التي يعاني منها الأطفال لها علاقة بسنّ الأب عند الإنجاب. وخلصت الدراسة، التي أجريت على مئات الآلاف من الأشخاص، إلى أن احتمالات إصابة الأطفال بمجموعة من الاضطرابات الصحيّة تزيد مع تقدّم سنّ الآباء عند الإنجاب.
الدراسة قارنت بين الأطفال المولودين من آباء في سنّ الخامسة والأربعين، وآخرين مولودين من آباء في سنّ الرابعة والعشرين، وقد تبيّن الآتي:
- تزايد احتمالات الإصابة بالتوحّد 3 مرّات
- تزايد مخاطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه المصحوب بفرط النشاط 13 مرّة
- تزايد مخاطر الإصابة باضطرابات نفسيّة بمعدّل الضعف
- تزايد احتمالات الإصابة بالاضطراب القطبي 25 مرّة
- تزايد احتمالات الرغبة في الانتحار أو مشاكل تعاطي المخدرات 25 مرّة
- تراجع مستويات التحصيل الدراسي
وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن أطفال الآباء كبار السنّ، عرضة أكثر لمخاطر الإصابة بمشاكل صحية منها: عسر النطق، والشيزوفرينا، والتوحّد، والصرع إلى جانب التقزّم.
ولكن ما هو السبب؟
أشارت الدراسة الأميركيّة، التي أجرتها جامعة انديانا بالولايات المتحدة، إلى أن السبب في ذلك يعود إلى تحوّل في الحيوانات المنوية. وبالرغم من أنّ إنتاج الحيوانات المنوية يستمر طوال الحياة، الاّ أنّ مع تقدّم الرجل بالعمر، يكثر الخلل، حيث تمرّ الحيوانات المنوية بتغيّرات قد تكون ضارة، وتؤدي الى تشوّهها.
لكن خبراء يقولون إن الفوائد الناجمة عن تأخر الآباء في الإنجاب ربما تفوق أي مشاكل. ويشدّدون على وجوب الاّ يأخذ الرجال قراراً بشأن الإنجاب وتوقيته بناء على دراسة، موضحين أنّ مستويات المخاطر تبقى منخفضة، وتؤثر فقط على نسبة قليلة من الأشخاص. ويعتبرون أنّ الإنجاب في سنّ متقدم يحقق فوائد مثل وجود علاقات أكثر استقرارا وارتفاع معدّلات الدخل.
اقراوا المزيد من المعلومات عن موضوع الانجاب من خلال موقع صحتي:
ما رأيك ؟