من أهم المرحل العمرية التي يمر بها الإنسان، فترة المراهقة التي تشهد تغيّرات جذرية من الناحية الفيزيولوجية إلى جانب التقلبات الهرمونية التي تسبب اضطرابات في المزاج وفي السلوكيات. هذه المرحلة التي تتكوّن خلالها شخصية ابنك وهو يكون خلالها في حالة بحث دائم عن هويته واكتشاف للمجتمع الذي يحيط به.
فكيف يمكنك المساعدة في تقوية شخصيته ومساندته لمواجهة هذه العواصف النفسية والجسدية والاجتماعية التي تحيط به؟
الاختلافات بين المراهقين
هذه التغيرات التي نتكلم وإياك عنها، تكون لديها تأثيرات مختلفة على شخصيات المراهقين، فمنهم من يستطيع فرض نفسه بقوة على أهله ومحيطه، ومنهم من يكون ضعيف الشخصية قليل الثقة بنفسه وبحاجة إلى الدعم حتى يتمكن من المرور بسلام وسلاسة من هذه المرحلة.
ما الذي يجعل المراهق ضعيف الشخصية؟
يلعب الأهل الدور الأهم في بناء شخصية ابنهم المراهق، لذلك فإن ضعف الشخصية عند المراهقين غالباً ما يكون نتيجة أخطاء تربوية يرتكبها الأهل في حقهم مثل الإهمال وعدم الإهتمام وقلة التعبير عن الحب، ما يجعل الشاب في هذا العمر يشعر أنه غير مرغوب به في العائلة أو في المحيط الإجتماعي.
والمشاكل الأسرية وعدم الإستقرار العائلي إضافة إلى المشاكل والصعوبات المادية التي تمنع المراهق من تحقيق أهدافه من شأنها أيضاً أن تكون من أسباب قلة الثقة بالنفس وضعف الشخصية عنده، هذا فضلاً عن قيام بعض الأهل بالمقارنة بين ابنهم المراهق وأشقائه أو أقرانه بطريقة تؤدي إلى شعوره بعدم فائدته وعدم قدرته على ملاقاة طموحات والديه، وذلك يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وضعف الشخصية عنده، وبالتالي يصبح غير قادر على التعبير عن آرائه وعلى التواصل بشكل صحيح مع الآخرين ما ينعكس سلباً على حياته المستقبلية المهنية والإجتماعية والعاطفية.
كيفية تقوية شخصية المراهق
في هذه المرحلة من واجبات الأهل أن يدرّبوا ابنائهم المراهقين على اتخاذ قراراتهم الخاصة بنفسه، وعلى التعبير عن كل ما يدور في فكرهم ونفسهم بشكل طبيعي وحر، طبعاً مع تصويب التصرفات لتكون ضمن احترام الآخرين والمبادئ والقوانين.
إن شعور المراهق بأن والديه يفتخران بإنجازاته ونجاحاته هو من الأمور التي تساعد في بناء شخصيته بشكل سليم وتقويتها. ومن جهة أخرى، من الضروري أن لا تتم مقارنته بأحد، وأن يفهم أن الأشخاص مختلفين لا يشبهون بعضهم من ناحية الشخصية والتربية والقرارات ومسيرة الحياة، فلا داعي لأن يقارن نفسه بأحد.
الخطوة الأساسية هي بناء علاقة صداقة مع المراهق بعيداً عن فكرة السلطة والأوامر التي يكرهها، ومن الضروري أن يحرص الأهل على الإصغاء لأفكار ابنهم المراهق بما يخصه وبما يخص العائلة ككل، والإطلاع على مسيرته الإجتماعية بهدف مساعدته على اتخاذ القرارات الصائبة من دون فرض آرائهم عليه.
كما أن الأجواء العائلية المستقرة من شأنها ايضاً أن تُشعر المراهق بالاستقرار حتى يتفرّغ للاهتمام بأموره الشخصية وأن يكتشف الهوايات التي يحبها وأن يعبّر عن آرائه وأفكاره بحرية تامة.
إقرئي المزيد حول التعامل مع مشاكل المراهقين:
مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه
ما رأيك ؟