لا تخلو الحياة اليومية لأي شخص من بعض التوتر والقلق، لكن عندما تظهر علامات الانهيار العصبي على شخص ما، فهذا يعني أنه قد وصل إلى أقصى درجة يمكن تحملها من الإجهاد والتوتر والقلق، حيث يعجز في هذه الفترة عن أداء واجباته اليومية بشكل طبيعي.
وعادة ما تكون الانهيارات العصبية مؤقتة ولكنها حادة، وعلى الرغم من أنها تشير إلى مشاكل عقلية، تحتاج إلى اهتمام، فإن الانهيار العصبي قد يحدث لأي شخص في أي وقت، وهو إشارة إلى حاجة الفرد للاسترخاء والحصول على فترة نقاهة وربما الحصول على مساعدة طبية متخصصة.
من موقع صحتي نسلط الضوء على أهم المؤشرات التي تدّل على الاصابة بانهيار عصبي:
التقلبات المزاجية الحادة
التقلبات المزاجية الخطيرة والحادة، التي تؤثر بشدة على الأشخاص المحيطين بالمصاب بها، قد تكون دليلاً على الانهيار العصبي. كما أنها قد تشير إلى إمكانية الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب وهو أحد الأمراض النفسية.
صعوبة اتخاذ القرارات
إن مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات، حتى البسيط منها كاختيار مأكولات الفطور على سبيل المثال، قد تكون إحدى إشارات الإنذار المبكرة جداً على أن هناك خللاً ما في صحتك النفسية.
قد يزداد هذا الشعور نتيجة لكثرة الأعباء اليومية، وقد يسبب إفرازاً زائداً للكورتيزول، وقد يصاحب ذلك نقص في الانتباه والتركيز. وغالباً ما يتم إخفاء تلك المشاعر خوفاً من التعبير عنها بشكل خاطئ، ويؤدي ذلك إلى التعامل بحالة مستمرة من الشك الذاتي، حتى فيما يخص أداء أبسط الأشياء. وقد ينتابك أيضاً شعور بأن الأشخاص المقربين والغرباء دائماً ما يحكمون على أفعالك، إذ يشعرك ذلك بشعور مستتر بالدونية مع عدم القدرة على التغلب على ذلك.
الشعور بالانطواء الاجتماعي
يعد الميل الفطري للعزلة عند الشعور بالإخفاق شيئاً منطقياً، فعندما يكون عقلك في حالة من الإرهاق الشديد، تجد نفسك تزهد محبطاً وغير مستعد لبذل أي مجهود يذكر، لكنه يعد في نفس الوقت مأزقاً بلا حل، ففي ظل انعدام الدعم الاجتماعي، سوف يزداد قلقك واكتئابك، ويتملكك شعور العزلة والوحدة أكثر وأكثر.
الأرق أو اضطرابات النوم
تعد اضطرابات النوم مؤشرا معروفاً على الاكتئاب والقلق، كما أنها على وجه التحديد أكثر الأعراض ضرراً، فالجسم يتخلص من هرمونات التوتر الزائدة أثناء النوم، وبالتالي فعدم النوم بشكل صحيح يُحدث خللا في معدلات التوتر بالجسم.
والنصيحة الأساسية المعتادة لمشاكل النوم، هي تخفيف وتيرة الأعمال المتكررة بالمقام الأول، واستحداث طقوس ما قبل النوم، إلا أنه كلما زاد ضجيج الأفكار التي تؤرقنا عند النوم، أصبح النوم أكثر صعوبة.
المعاناة من نوبات الهلع
عندما يترك القلق دون علاج، قد يتسبب في نوبات للهلع، ومشاعر خوف طاغية، وخطر قد يتطور إلى الاكتئاب. في حالة تعرضك لإحدى تلك النوبات، يجب أن تكون حذراً كي لا تتكرر، إذ قد يتسبب ذلك في ضرر لصحتك العقلية.
ويعد تنظيم التنفس أكثر أهمية من علاج نوبات الذعر، فعند الإصابة بالقلق الشديد يتخلص الجسم من كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، ما يتسبب في نقصان مؤقت في تركيز الهيدروجين بالدم، والذي يطلق عليه "القلاء التنفسي". كما ينصح باستشارة الطبيب إذا تطور الأمر.
إيذاء الذات عمداً
يعلم كل منا أن السكر يستنزف الجسم بدلاً من أن يغذيه، وأن تناول المشروبات الكحولية غالباً ما يزيد من مخاطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك، يقوم البعض بهذين الأمرين عمداً، ظناً أن إيذاء الذات يعد بمثابة صرخة لطلب المساعدة لا شعورياً.
فقدان الثقة بالنفس
بالنسبة للأشخاص ذوي الضمير اليقظ، فإن عدم أدائهم لواجباتهم على النحو الأمثل، يقلل من تقديرهم لأنفسهم. فالمثالية والتفاني في العمل بالنسبة لأولئك الأشخاص تعد معايير لتقييم القبول الشخصي، إنما في بعض الأحيان ومع ازدياد الأعباء تشعرهم بعدم القدرة على تقديم الأداء المتميز وبالتالي الفشل. كما يضع الاكتئاب أيضاً غشاوة سلبية على أفكارهم، لذلك وغالباً ما يواجهون صعوبة في تذكر أي شيء قد قاموا به على أكمل وجه فيما سبق.
تغيير نمط الحياة
التغيرات الملحوظة في نمط الحياة، مثل تغيير دورة النوم، أو فقدان أو زيادة الوزن بشكل كبير، انعدام النظافة، أو عادات الأكل السيئة، كلها تشير إلى الانهيار العصبي. في البداية قد يشعر الإنسان أنه جيد من الناحية العقلية والنفسية، لكن ليس على ما يرام جسدياً نتيجة هذه التغيرات. في هذه الحالة، قد يشير جسدك إلى حاجته للراحة أو فترة نقاهة. إذا لم تتحسن الأوضاع، قد يتبع ذلك إجهاد عقلي، يؤدي إلى انهيار كامل.
اليكم من موقع صحتي طرق عديدة للتخلص من الضغط النفسي والعصبية:
كيف يمكن تخطّي العصبية الزائدة؟
ما رأيك ؟