يلجأ بعض الأشخاص إلى التدخين عند الشعور بالتوتر والاكتئاب ظنّاً منهم انه الحلّ السحري الذي سيجعلهم يشعرون بالسعادة والراحة النفسية. إلّا أن العكس صحيح، فعدا عن المشاكل الجسدية الكبيرة التي يسببها التدخين، فهو يعتبر من العادات السيئة التي تزيد من تفاقم المشاكل النفسية عند الشخص المدخّن.
ما هو تأثير التدخين على الحالة النفسية؟
إن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية هم عرضةً للتدخين بنسبة مرتفعة، هذا ما وجدته دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية Journal of the American Medical Association، والتي أكّدت أن 43% من المدخنين يعانون من ظروف صحية نفسية. وتشير الدراسة نفسها أيضاً إلى أن التدخين يرفع معدّل الإصابة بالمشاكل النفسية بنسبة 41% وذلك بسبب مادة النيكوتين التي تعمل على تعديل المزاج لفترة مؤقتة فقط. إنما وبعد إنهاء السيجارة ما يحصل هو أن مادة النيكوتين تزيد القلق، الاكتئاب والإجهاد ما يعزّز الرغبة الشديدة في التدخين مجدداً.
ما هي الحالات النفسية المرتبطة بالتدخين؟
الاكتئاب
ان الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم مستويات أقلّ من الدوبامين في دماغهم علماً أنها المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة. النيكوتين في السجائر يحفز الإفراج عن الدوبامين حتى يشعر المدخنين يالرحة النفسية لفترة قصيرة ولكن التدخين يطالب أيضاً الدماغ بإيقاف الإمدادات الطبيعية من الدوبامين، وبالتالي فإن العرض ينخفض في المدى الطويل ويضطر الاشخاص إلى التدخين أكثر.
الإجهاد
كثير من الناس يستخدمون التدخين كوسيلة للتعامل مع أعراض الإجهاد. إلّا أن التدخين في الواقع يسبب اضطرابات على مستوى الساعة البيولوجية عند الشخص ما يؤثّر سلباً على نوعية نومه وبالتالي معاناته من اضطرابات النوم. من هنا، وبدل التخلّص من الأرق على المدى الطويل، يسبب التدخين نوعاً من فقدان القدرة على التركيز والتفكير والذاكرة.
القلق
علاقة النيكوتين بالقلق تشبه علاقته مع الإجهاد والاكتئاب، فيصاب المدخّن بالقلق في غضون ساعات بعد آخر سيجارة. من المعروف أن التدخين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض وظائف الرئة إلّا أن ما يجهله البعض هو أن الضرر الذي يصيب الرئتين يمكن أن يسبب تفاقم بعض أعراض القلق. فعندما لا تعمل الرئتين بشكل صحيح، تزداد وتيرة التنفس للتعويض عن نقص الأكسجين الذي يصل إلى الدماغ والقلب.
من هنا إن سرعة التنفس تسبب نوبات الذعر وأعراض أخرى من القلق. وتشمل سرعة ضربات القلب، وآلام في الصدر، وضيق في التنفس، والدوار. ويمكن لهذه الأعراض، بدورها، خلق مشاعر أكبر من القلق وتطوير اضطراب الهلع.
بعض النصائح للإقلاع عن التدخين وتحسين الحالة النفسية:
- ممارسة الرياضة يعتبر من أكثر العلاجات الطبيعية المساعدة في الإقلاع عن التدخين والتخلّص من التوتر وزيادة تدفق هرمون الدوبامين في الدماغ والشعور بالسعادة لفترة طويلة جداً.
- الإكثار من شرب الماء كلّما شعر الشخص برغبة شديدة للتدخين وللحصول على النيكوتين.
- البحث عن أسباب التوتر والمشاكل في الحياة والعمل على إيجاد حلول جذرية لها بمساعدة متخصّص أو معالج نفسي.
لقراءة المزيد عن آفة التدخين إضغطوا على الروابط التالية:
كيف يؤثّر التدخين على القلب ودقّاته؟
هل تعانون من آفة التدخين؟ لا تستغربوا اذاً مشاكل النوم التي تواجهكم!
ما رأيك ؟